أما التهمة، فقد أذهلت الحاضرين، وهي: "الانتماء إلى تنظيم داعش ومشاركته في أعمال لوجستية في مجال ميكانيك الطائرات لصالح هذا التنظيم، وتزوير جواز سفر بلجيكي واستعماله، ودخول لبنان خلسة، والإقامة فيه بصورة غير شرعية".
وكان بيلياكوف واحدًا من بين مئات السجناء الذين فرّوا من السجن في سوريا إثر سقوط النظام، بعد توقيفه على يد تنظيم داعش، كما يقول. وقد تنقّل في أربعة سجون لا يعرف أماكنها، أما أول سجن دخل إليه فكان في 13 شباط 2018، حيث وُضع في برّاد، قبل أن يُنقل إلى ثلاثة سجون أخرى، ثم إلى مخيم ترحيل فالسجن. وعندما سقط النظام السوري، فرّ مع باقي السجناء.
وبصوت خافت يكاد يُسمع، أجاب الموقوف على أسئلة رئيس المحكمة العميد وسيم فياض، الذي استفسر من المسؤول الدبلوماسي عمّا إذا كان يفهم اللغة العربية، ليجيب: "شوي". بعدها بدأ باستجواب الموقوف، الذي بدت عليه علامات الإعياء، ما استدعى إحضار كرسي والسماح له بالجلوس.
وخلال استجوابه، الذي تولّت المترجمة نقل أقواله من اللغة الروسية إلى العربية وبالعكس، أنكر المتهم إفادته الأولية التي أقرّ فيها بانتمائه إلى تنظيم داعش، وقال: "لم أذكر هذا الأمر". وأضاف أنه غادر بلاده عام 2013 متوجّهًا إلى تركيا، ولم يكن يعمل في مجال اختصاصه في ميكانيك الطائرات، بل في ميكانيك السيارات، ومن تركيا دخل إلى سوريا.
واستوقف جواب المتهم العميد فياض حول سبب دخوله إلى سوريا في "عزّ الحرب"، فأوضح أن إقامته في تركيا كانت على وشك الانتهاء، وأن شخصًا أعلمه بإمكانية تجديد جواز سفره في سوريا والسفر إلى أوروبا. وقال: "لم يكن أمامي حل آخر، ولم أكن أستطيع العودة إلى بلادي لأنني كنت معرّضًا للتوقيف".
وعند استيضاحه عن ذلك، قال المتهم إن "معارضين لانتخاب الرئيس الروسي بوتين عام 2012 تمت ملاحقتهم بتوقيفهم أو ترحيلهم".
وفي 13 شباط 2018، أُوقف المتهم على يد تنظيم داعش، وتنقّل في أربعة سجون لا يعرف أماكنها، إلى أن سقط النظام في نهاية العام 2024، حيث دخل إلى لبنان ومكث في مخيم الرشيدية أربعة أشهر قبل توقيفه.
وعن سبب قصده هذا المخيم تحديدًا، أجاب أن شخصًا أبلغه برغبته في السفر إلى أوروبا، فدخلا معًا إلى لبنان على اعتبار أن مؤسسة ستساعدهما في السفر. ومكث في منزل كان آيلًا للسقوط داخل المخيم، قبل أن يحضر إليه شخص يُدعى إسماعيل، ويتوجّها معًا إلى صيدا حيث أُوقفا، ثم أُطلق سراح الأخير بعد ثلاثة أيام، فيما لا يزال هو موقوفًا.
ونفى المتهم القيام بأي عمل أمني لصالح داعش في لبنان، مؤكدًا أن "لا أحد يستطيع إجباره على ذلك". أما عن سبب اعتناقه الإسلام، فأوضح أنه كان في الثالثة والعشرين من عمره عندما اعتنقه، ولا علاقة لذلك بذهابه إلى سوريا.
وأكد أن "داعش ليسوا أصدقاءه"، مشيرًا إلى أنهم انتزعوا منه جواز سفره وهددوه بالسجن أو القتل إذا لم يساعدهم، نافيًا أن يكون التنظيم قد طلب منه الاستفادة من خبراته في مجال ميكانيك الطائرات. وبشأن جواز السفر البلجيكي المزوّر الذي ضُبط بحوزته، قال المتهم: "اشتريته".
وصدر حكم المحكمة مساء أمس بسجن الموقوف سنة ونصف السنة أشغالًا شاقة، وإخراجه مؤبدًا من البلاد بعد تنفيذ عقوبته.
