ابرز المستجدات..






*📌لبنان بين وداع 2025 واستقبال 2026: هشاشة مستمرة وآمال معلّقة*

يودّع لبنان سنة 2025 ويستقبل 2026 على إيقاع واقع شديد الهشاشة، مع اختلال واضح في مسارات إعادة بناء الدولة وإنعاش الاقتصاد ومعالجة الأزمات الكبرى. وبينما ترجح كفة الشكوك والمخاوف على احتمالات العبور إلى دولة كاملة المعايير، تبقى البلاد أسيرة توازنات دقيقة ومفتوحة على سيناريوهات متناقضة.


*📌2025: عام حصرية السلاح والاستنزاف الحربي*

شكّلت السنة الراحلة عنواناً عريضاً لمعركة حصرية السلاح أو نزعه، كاستحقاق سياسي وأمني شغل الداخل اللبناني وفتح الباب واسعاً أمام تدخلات خارجية. وفي المقابل، كانت 2025 سنة استنزاف حربي طويل، مع استمرار إسرائيل في مطاردة “حزب الله” واستهداف كوادره ومناطق نفوذه، في ظل غطاء أميركي ودولي. في المقابل، لم يقدِم الحزب على التسليم بحصرية السلاح للدولة، ما أبقى لبنان عرضة للمنهج الحربي الإسرائيلي غير الارتدادي.


*📌اختراقات محدودة في عام مثقل بالمخاطر*

على رغم الصورة القاتمة، يسجَّل للبنان تحقيق اختراقات وُصفت بالتاريخية، أبرزها قرارات حصر السلاح والاتجاه إلى التفاوض مع إسرائيل عبر لجنة “الميكانيزم”، بهدف تجنيب البلاد حرباً مدمّرة جديدة. غير أن هذه الاختراقات تبقى محاطة بهواجس، خصوصاً مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية واستمرار الغموض الأميركي.


*📌قلق لبناني بعد لقاء ترامب – نتنياهو*

لم يخرج اللبنانيون بإجابات حاسمة من اللقاء الذي جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. فتصريح ترامب المقتضب، الذي أشار فيه إلى أن “الحكومة اللبنانية في وضع غير مواتٍ” وأن “حزب الله يتصرف بشكل سيّئ”، ترك الباب مفتوحاً أمام احتمالات مقلقة، من دون حسم ما إذا كان الضوء الأخضر الأميركي لتوسيع العمليات العسكرية قد مُنح أم لا.


*📌الفجوة المالية: شرخ حكومي واستحقاق نيابي*

برز ملف الفجوة المالية كأحد أكثر العناوين إثارة للعواصف السياسية والاقتصادية في الأيام الأخيرة من 2025، بعدما أحدث شرخاً حكومياً علنياً غير مسبوق. الملف بات الآن في عهدة مجلس النواب، لينضم إلى لائحة القوانين المفصلية العالقة التي ستشكّل اختباراً جدياً للسلطة التشريعية في السنة الجديدة.


*📌الانتخابات النيابية: استحقاق المواجهة الكبرى*

يتقدّم استحقاق الانتخابات النيابية كأحد “نجوم” التحديات المقبلة، في ظل مبارزة سياسية حادة، تتصدرها مواجهة بين قوى عدة، وفي مقدمها “القوات اللبنانية”، ورئيس مجلس النواب نبيه بري. ويُختَتم العام على وقع تحميل بري جزءاً كبيراً من مسؤولية حرمان المغتربين من حقهم في الاقتراع من أماكن انتشارهم.


*📌تسليم السلاح الفلسطيني: رسالة سياسية وأمنية*

في تطور إيجابي لافت، أعلنت حركة “فتح” استكمال تسليم الدفعة الخامسة من السلاح الثقيل التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية في مخيم عين الحلوة. وأكد الجيش اللبناني تسلّمه كميات من الأسلحة والذخائر، في إطار خطة متدرّجة لإنهاء ملف السلاح الفلسطيني، بما يكرّس سيادة الدولة وحصرية السلاح بيدها.


*📌لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني: لا للمماطلة*

شدّدت لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني على أن السلاح داخل المخيمات بات عبئاً على الفلسطينيين واللبنانيين معاً، ولم يعد عنصر حماية بل عامل توتر. وأكدت أن احترام سيادة الدولة لا يكون شكلياً، داعية القوى الفلسطينية إلى الانتقال من الالتزامات المعلنة إلى التنفيذ العملي الفوري، عبر التنسيق المباشر مع الجيش اللبناني.


*📌المودعون والفجوة المالية: مواجهة مع المصارف*

بقي قانون الفجوة المالية في صدارة المشهد الداخلي، مع لقاءات مكثفة في عين التينة والسرايا الحكومية. وأكد وفد رابطة المودعين رفضه لمطالب جمعية المصارف، ولا سيما تسييل جزء من الذهب، مطالباً بتدقيق جنائي ومحاسبة، وإنصاف المودعين دون استثناء، ومتهماً المصارف بالمتاجرة بوجعهم لنسف الخطة الحكومية.


*📌أمل لبناني رغم ازدحام الأزمات*

أمام هذا الكم من التحديات المتراكمة، يدخل اللبنانيون السنة الجديدة وهم لا يملكون سوى رصيدهم التاريخي: القدرة على الصمود والإيمان بالأمل. أملٌ بأن يقوى لبنان على جلّاديه، وأن تتحوّل هشاشته المزمنة إلى نقطة انطلاق نحو دولة تستعيد سيادتها واستقرارها