كواليس القرار العراقي والعودة عن القرار





في كواليس القرار العراقي بإدراج “حزب الله” على لائحة الإرهاب ثم التراجع عنه في اليوم نفسه، تكشّفت لعبة ضغوط متشابكة بين عواصم مؤثرة ومراكز قوى داخل بغداد. فالمعلومات التي تسرّبت ليلاً أشارت إلى دفع خارجي حاول استثمار اللحظة السياسية الهشّة في العراق لفرض موقف يُقرأ كرسالة تضامن مع مسارٍ إقليمي يتبلور ضد الحزب، قبل أن يتفاجأ أصحاب القرار بحجم الارتدادات الداخلية: اعتراض قوى وازنة في البرلمان، وقلق رسمي من انفجار أزمة غير محسوبة مع لبنان وإيران، فضلاً عن ارتباك أمني يخشى تداعيات مباشرة على الأرض. ومع اتساع النقمة داخل المؤسسات العراقية نفسها، تحركت قنوات الطوارئ سريعاً لإطفاء الحريق، فصدر التراجع ببيان مُخفّف الصياغة يعزو ما جرى إلى “سوء فهم إداري”، في مشهد عكس بوضوح أن القرار كان محاولة جسّ نبض أكثر منه موقفاً سيادياً ثابتاً، وأن بغداد لا تزال ساحة تجاذب بين ضغوط الخارج وحسابات الداخل