أربعة رؤساء تعاقبوا على الحكم من دون أن يُحدثوا تغييرًا فعليًا في المسار السياسي اللبناني، إلى أن وصل الرئيس جوزاف عون حاملاً مشروعًا وطنيًا واضح المعالم عبّر عنه في خطاب القسم. خلال سنة واحدة فقط، تمكّن من تحقيق إنجازات كان يُنظر إليها سابقًا على أنها مستحيلة.
أبرز هذه الإنجازات وضع مسألة نزع سلاح «حزب الله» في إطار القرار السيادي للدولة، ورفض الخضوع للنفوذ الإيراني سياسيًا وأمنيًا، إضافة إلى مواجهة شبكات تجارة المخدرات واستعادة هيبة الدولة بدعم مباشر من الجيش اللبناني. كما أعاد لبنان إلى واجهة الاهتمام الدولي من خلال خطاب سيادي واضح، وفتح باب المفاوضات بقرار لبناني مستقل، ما أعاد طرح فكرة السلام كخيار ممكن بعد سنوات من الاستحالة.
في عام واحد، أُنجز ما قد يحتاج رئيس آخر إلى ولاية كاملة لتحقيقه. ورغم ذلك، واجه الرئيس انتقادات متناقضة من مختلف الأطراف، إذ يريده كل فريق رئيسًا على قياسه لا رئيسًا للجمهورية. وبين التصفيق والاعتراض، بقي عون ثابتًا على موقفه، واضعًا ضميره ومعايير الدولة فوق الحسابات الحزبية.
العهد لا يزال في بدايته، إلا أنّ مساره يشير إلى نموذج رئاسي مختلف: رئيس لا يساوم، لا يملك حزبًا ولا يسعى إلى تمديد أو توريث، ويتمسّك بالسيادة وبحقوق لبنان حتى نهاية ولايته، عازمًا على مغادرة الموقع كما دخله، من دون دماء أو فساد، وبمسؤولية وطنية كاملة.
