حديقة السيوفي... من مساحة خضراء إلى مساحة شفاء نفسيّ واجتماعيّ



في قلب الأشرفية، بين نبض المدينة وأنفاس الطبيعة، عاشت حديقة السيوفي ثلاثة ايام متتاليه من السلام الداخلي والفرح الإنساني، مع سلسلة مبادرات مجتمعية جمعت بين الكبار والصغار في إطارٍ من الدعم النفسي والاجتماعي، الترفيه ودمج مجتمعي

فقد نظّمت جمعية دوائر بالتعاون مع لجنة حديقة السيوفي – التي تضم شبابًا وشابات وناشطين وناشطات من أبناء منطقة الأشرفية – هذه الأنشطة ضمن مشروع "الإجراءات البلدية المتكاملة والمستدامة" (SIMA)، الممول من الحكومة الألمانية عبر بنك التنمية الألماني (KfW)، والمنفّذ من قبل مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع (UNOPS).

في اليوم الأول، مساء يومين متتاليين الخميس 30 والجمعه 31 تشرين الأول 2025، التأم شباب وشابات من عمر 25 سنة وما فوق في ورشة عمل بعنوان "المرونة والتحرر من الصدمات" (Resilience and Trauma Release)، قادها بهاء الجردي فرغل وجورج حنا.
تحوّلت الحديقة في تلك الساعة والنصف إلى واحة من الطمأنينة، حيث استعاد المشاركون والمشاركات أنفاسهم /هن عبر تمارين الاسترخاء والتنفس الواعي وتقنيات اليقظة الذهنية.
لم تكن الورشة مجرّد تدريب، بل تجربة حقيقية للسلام الداخلي، فيها وجد الحاضرون والحاضرات مساحة آمنة للتعبير، والدعم، والتخفّف من ثقل الأيام.

وفي اليوم التالي صباحاً ، امتلأت الحديقة بضحكات الأطفال في نشاطٍ تفاعلي بعنوان "دمى وحكاية" قدّمته ناتالي للأطفال من عمر ست سنوات وما فوق.
على مدى ساعةٍ من القصص والمغامرات، تحوّلت الحكاية إلى جسرٍ بين الخيال والحقيقة، وبين اللعب والإبداع، فكانت لحظة فرحٍ تربوية تسهم في دعم الصحة النفسية للأطفال وتعزيز قدرتهم على التعبير والتفاعل.
ويوم السبت من بعد الظهر كان يوم حافل بالأنشطة التفاعليه للأطفال تضمن ألعاب، رسم وتلوين، مسابقات وشخصيات كرتونيه تفالت مع الأطفال بوجود موسيقى وأغاني ملأت الحديقة بجو من الفرح والسعاده مع ضحكات الأطفال والأهل 
من خلال هذه المبادرات، أكدت جمعية دوائر ولجنة حديقة السيوفي على أهمية إعادة إحياء المساحات العامة لتكون أكثر من مجرد أماكن للتنزه، بل منابر دعمٍ نفسي واجتماعيّ تُعيد الإنسان إلى ذاته.

فالحديقة التي طالما شكّلت متنفسًا لأهالي الأشرفية، أصبحت في هذه الايام مركزًا نابضًا بالحياة والوعي، يجمع الصغار والكبار حول فكرةٍ واحدة:
أن الصحة النفسية ليست ترفًا، بل حاجةٌ يومية... وأن التغيير يبدأ من دائرة صغيرة اسمها الاهتمام بالإنسان.