Achrafieh News 📰
جوسلين جريس _ الاشرفية نيوز
في الأوّل من آب، عيد الجيش اللبناني، ووسط الأصوات التي تبارك البطولة، ارتفع صوتٌ مختلف ... صوتٌ نابع من عمق الوجع، لا يصرخ، بل يهمس إلى الذاكرة، ويحضن الغياب بالأمل والحب.
أغنية "بغيابك يا خيي" لم تولد على ورق ولا في استوديو، بل وُلدت من وجعٍ يسكن القلب، من دمعةٍ لم تجفّ، ومن عهدٍ قطعته شقيقتا شهيد بأن الذكرى لن تُمحى، وأن اسمه لن يُنسى.
أنطوانيت صعيب، المغنية التي عرفها اللبنانيون منذ أيام "ستوديو الفن"، تعود بصوتٍ مغمّس بالحزن النبيل، لتغنّي لشقيقها، الشهيد المغوار طوني صعيب، وتغنّي باسمه لكل شهيد في الجيش اللبناني.
إلى جانبها، كتبت الشاعرة الدكتورة هند صعيب – الأخت الثانية للشهيد – الكلمات بمداد القلب، فخرج النص كأنّه صلاة... كأنّه وطنٌ بحجم جرح.
"خيي يا أسطورة بطل
صنعت من سنينك الخجولة
دهرًا من العزّة
ومملكة للبطولة"
ولأن العمل الأصيل يحتاج إلى روح موسيقية حقيقية، جاء التعاون مع الفنان هيثم زيّاد، ليمنح الأغنية بُعدًا فنيًا ووجدانيًا استثنائيًا.
هيثم زيّاد، المعروف برهافة حسّه الموسيقي، لم يكتفِ بالتلحين، بل شارك أيضًا في الغناء، ليجعل من هذه المرثية نشيدًا نابضًا بالحب، تتشابك فيه مشاعر الأخوّة والاحتراف، وتحيا فيه الذاكرة بأسمى تجلياتها.
أغنية "بغيابك يا خيي" هي عمل مشترك بين أختين مفجوعتين، غزلتا من دمعتهما صوتًا وكتابةً، ومن الحنين لحنًا خالدًا. وقد شارك في التوزيع الموسيقي لهذا العمل الاستاذ عامر منصور لتكتمل اللوحة الفنية التي تحتفي بالشهيد وتخاطب كل بيتٍ فُقد منه بطل.
أما الصورة البصرية للعمل، فقد أُوكلت إلى عدسة المخرج عدي رعد، الذي حمل بحسّه الإخراجي تفاصيل الحنين والدمعة والرمزية
"بغيابك اغتالت العتمة لون الشمس،
وتكسّرو ضلوع الأرز
... وانحنى الورد خجلان من لمعة عيونك"
ليست الأغنية تأبينًا عابرًا، بل هي نشيد حياة، ودعوة لحفظ ذاكرة الشهداء، لا بالصمت، بل بالفن. ففي كل كلمة، نبضُ وطن، وفي كل نغمة، صدى دمٍ طاهرٍ سُفك ليحيا لبنان.
"بغيابك يا خيي"… حين يتحوّل الحزن إلى ترنيمة، والغياب إلى حضور خالد في وجدان كل لبناني.
الأغنية متوفرة على جميع المنصات الرقمية: