ألتّوطين… خيانة القرن واغتيال لبنان



د. ليون سيوفي 
باحث وكاتب سياسي 
أيّها اللّبنانيون،إذا كنتم تظنّون أنّ رصاصة العدو هي الخطر الأكبر على لبنان، فأنتم لا ترون السّكّين المزروعة في قلب الوطن منذ سنواتٍ، تنتظر لحظة “شطبة قلم” لتغرس عميقاً وتُنهي كل شيء.
أليوم، يتحدّثون عن سلاح حزب الله وكأنّه أصل كلّ الأزمات، لكن ما يُطبخ في الكواليس أخطر بألف مرةٍ نعم صفقة تُغلق ملف السّلاح، وتفتح بالمقابل أبواب الوطن لتوطين الفلسطينيين والسّوريين نهائياً، بحجة الاستقرار وإرضاء الأمريكيين.
ألتّوطين ليس إنسانية… بل مؤامرةً، توطين الفلسطينيين يعني دفن حقّ العودة، وخدمة إسرائيل في أكبر أهدافها التّاريخية وتوطين السّوريين يعني تغيير ديموغرافي يطيح بكلّ التّوازنات الّتي بُني عليها لبنان منذ مئة عام.
هذه ليست “حقوق إنسانٍ” كما يقولون، بل جريمة هندسةٍ سكانيةٍ تُعيد رسم حدود لبنان من الدّاخل بلا حربٍ ولا احتلالٍ عسكري.
شطبة القلم… أبشع من ألف معركةٍ، يكفي توقيع رئيس الجمهورية، وقرار من الحكومة، لتتحوّل الكارثة إلى قانونٍ، وعندها لن ينفع السّلاح ولا الصّراخ ولا التّظاهر. 
سنستيقظ في وطنٍ جديدٍ، مختلط الهوية، غريب عن نفسه، تتقاسمه قوى خارجية، ويصبح مجرّد ساحةٍ لمشاريع الآخرين.
صفقة العار ، من يقبل بها يبيع لبنان قطعةً قطعة، ويمسح تاريخه بمداد الخيانة. من يظنّ أنّ الأمريكيّين يريدون خيراً لهذا البلد، فليقرأ خرائطهم ومشاريعهم، لبنان عندهم مجرّد ورقة تفاوضٍ في الشّرق الأوسط، وموقعٍ استراتيجيٍّ يُسلَّم لمن يضمن مصالحهم، لا لشعبه.
رسالة إلى من لا يزال ينام.. ألتّوطين ليس نقاشاً سياسياً، بل إعلان وفاة وطن، من يسكت عنه هو شريكٌ في الجريمة، ومن يوقّع عليه خائنٌ بحجم التّاريخ.
إذا حدث هذا وأنا أكثر من متوقّع  حدوثه وكنت من الأوائل أو الوحيد منذ سنين احذر من التّوطين فلن تبقى طائفةٌ في مكانها، ولن يبقى لبنان كما نعرفه، وسيُمحى اسم هذا البلد من الوجود السّياسي كما مُحيت أوطانٌ كثيرة قبله.
 دمتم الى وطن كان اسمه لبنان...