مع تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، تضاعفت أصوات المجموعات والمنظمات اليهودية الأميركية التي تتحدث علنًا عن خطر المجاعة وتدعو إسرائيل إلى التحرك العاجل لإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين، وفق ما أوردته صحيفة الغارديان.
وذكرت الصحيفة أن عددًا من أبرز المنظمات اليهودية الأميركية المؤيدة لإسرائيل طالبت تل أبيب بضمان تدفق المساعدات إلى القطاع. ففي بيان صدر الأحد الماضي، دعت اللجنة اليهودية الأميركية إسرائيل إلى اتخاذ خطوات عملية للتخفيف من معاناة المدنيين، معبرة عن "حزن عميق إزاء الثمن الفادح الذي دفعه المدنيون الفلسطينيون" وقلق بالغ من تفاقم انعدام الأمن الغذائي.
كما حثت اللجنة إسرائيل ومؤسسة غزة الإنسانية والأمم المتحدة وجميع الأطراف المسؤولة عن توزيع المساعدات على زيادة التعاون والتنسيق لضمان وصولها للفلسطينيين.
بدورها، أكدت حركة الإصلاح اليهودية في أميركا الشمالية، وهي أكبر طائفة يهودية في الولايات المتحدة، أن "لا التصعيد العسكري ولا تقييد المساعدات الإنسانية قرّب إسرائيل من التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الرهائن أو إنهاء الحرب"، مشددة على أن "تجويع المدنيين في غزة لن يحقق النصر الكامل على حماس، ولا يمكن تبريره بالقيم اليهودية أو القانون الإنساني".
كما أعربت الجمعية الحاخامية في نيويورك عن "قلق متزايد إزاء تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة"، داعية إلى تحرك عاجل للتخفيف من معاناة المدنيين وضمان وصول المساعدات.
وأشارت الغارديان إلى أن وتيرة الاحتجاجات اليهودية الأميركية المطالبة بإنهاء الحرب وإيصال المساعدات إلى غزة تزايدت في الآونة الأخيرة. فقد تم اعتقال 27 حاخامًا ورجل دين يهودي من مجموعة "اليهود من أجل الغوث لشعب غزة" الثلاثاء الماضي، خلال احتجاج داخل مكتب زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي، جون ثيون، في واشنطن. كما اعتُقل 8 حاخامات الاثنين أمام القنصلية الإسرائيلية في نيويورك أثناء تظاهرهم احتجاجًا على الأزمة الإنسانية في غزة.
كما وقع أكثر من 120 حاخامًا رسالة علنية تدعو إسرائيل إلى السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع.
وترى الصحيفة أن هذه التطورات تعكس تحولًا في الموقف الشعبي الأميركي تجاه إسرائيل وحكومتها، وهو تحول تسارع مع استمرار الحرب. ووفق استطلاع رأي أجرته مؤسسة غالوب، تراجعت نسبة الأميركيين المؤيدين للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة إلى 32%، وهو أدنى مستوى منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2023.