أكّد رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل خلال مؤتمر العمل البلدي والاختياري، أنّ التيار لم يتعامل مع الاستحقاق البلدي كـ"معركة تحدٍّ سياسي"، لكنّه وُوجِه بخطاب تسونامي انتخابي لم يحصل، "فكان حضور التيار واضحًا ومؤثرًا".
وشدّد على أن "التيار معني بدوره وواجباته في خدمة الناس جميعًا، وإنماء البلدات، مهما كانت انتماءاتهم"، معتبرًا أن "اللامركزية الإدارية والمالية هي مفتاح أساسي لإصلاح الدولة، لكنها ما زالت رهينة نظام مركزي يخشى فقدان السيطرة".
ورأى باسيل أن اتفاق الطائف أراد إنشاء مجالس محلية للإنماء المناطقي، ويجب أن تتمتع هذه المجالس بالاستقلال المالي وصلاحيات إدارة محدودة لبعض الخدمات العامة. واعتبر أن الإعتكاف عن إقرار اللامركزية "تعبير عن غياب الإرادة السياسية"، مشددًا على أنها "إجراء إداري لا علاقة له بالتقسيم".
وأضاف، "لا يجب الخوف من أن تعطي اللامركزية امتيازات لمناطق على حساب أخرى، فلكل منطقة مواردها وخصوصيتها. وأفهم وجود خلاف حول نسب الجباية بين الدولة المركزية والمجالس المحلية، لكن هذا لا يمنع من خوض التجربة وتصحيح المسار لاحقًا".
وتناول باسيل أزمة النزوح السوري، مؤكدًا أن "موقف التيار لا يصدر عن كراهية للأجنبي أو رفض للآخر، لكن لا يمكن القبول بواقع التأقلم والتثبيت غير الشرعي لوجود النازحين".
ووجه رسالة إلى رؤساء البلديات قائلاً: "لا تراهنوا على خطة السلطة اللبنانية حيال النزوح، فهي سلطة متفرجة وعاجزة عن أي قرار فعلي. الإتكال هو عليكم، أنتم تملكون صلاحيات واسعة، ولا يجوز تخويفكم من المجتمع الدولي".
وحذّر من تداعيات استمرار هذا الواقع: "حين يقول 76% من النازحين إنهم لا يريدون العودة، نكون أمام أزمة وجودية تستدعي حلًا فوريًا. التذرّع بالموضوع الإنساني سينهي وجود لبنان وهويته. نحن وطن مهدَّد ولدينا مسؤولية الحفاظ على هويتنا من التغيّر".