نجحت حملة التطعيم العالمية ضد كوفيد-19، في منع ما يقدر بـ2.5 مليون حالة وفاة، ومنحت البشر 14.8 مليون سنة حياة إضافية بين عامي 2020 و2024، وفق ما كشفته دراسة حديثة بقيادة جامعة ستانفورد.
وبحسب الخبراء، فإن 14.8 مليون سنة هي حصيلة جمع كل السنوات الإضافية التي عاشها جميع الناجين حول العالم بسبب التطعيم.
ونشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة JAMA Health Forum بعد تحليل دقيق لتأثير اللقاحات خلال الجائحة التي أودت بحياة أكثر من 7 ملايين شخص
وبعد تحليل شامل للفترة بين كانون الأول 2020 وتشرين الثاني 2024، خلص الباحثون إلى أن اللقاحات ساهمت بإنقاذ 2.533 مليون شخص كانوا معرضين لخطر الوفاة. بمعنى آخر، كل 5400 جرعة لقاح منحت فرصة جديدة للحياة، في مواجهة وباء صنّف من بين الأعنف في التاريخ الحديث.
وتُظهر الدراسة أن اللقاحات لم تكتفِ بكبح جماح الجائحة، بل أثبتت فعالية بارزة في التصدي لمتحور “أوميكرون”، إذ شكّل إنقاذ الأرواح خلال ذروة انتشاره 57% من الإجمالي، ما يؤكد أنها تحوّلت إلى درع واقٍ حقيقي رغم كل التحديات.
وتُسلّط الدراسة الضوء على معطى بالغ الأهمية يتعلق بالفئات العمرية، إذ تبيّن أن نحو 90% من الأرواح التي أُنقذت بفضل اللقاحات كانت لأشخاص تجاوزوا سن الستين. في المقابل، كان أثر اللقاحات محدودًا جدًا لدى الأطفال والمراهقين، ما يعكس بوضوح أن كبار السن هم الفئة الأكثر هشاشة في وجه الأوبئة، ويجب أن يكونوا أولوية مطلقة في أي استراتيجية تطعيم مستقبلية، فيما يمكن توجيه موارد أقل للفئات الأصغر سنًا نظراً لانخفاض معدلات الخطر لديها.
لكن الأرقام المعلنة ليست سوى الحد الأدنى من التأثير الإيجابي. فبحسب تحليلات الحساسية، قد يكون العدد الحقيقي للأرواح التي أنقذتها اللقاحات أقرب إلى 4 ملايين، إضافة إلى ما يقدّر بـ23.6 مليون سنة حياة إضافية منحتها هذه الحملة للبشرية، ما يعزز الدور الحاسم للتلقيح كأداة إنسانية قبل أن يكون خيارًا طبيًا