جشي من قعقعية الصنوبر والسكسكية: التمسك بالمقاومة خيار وطني وأخلاقي في وجه التهديدات ‏والرهانات الفارغة


ألقى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين جشي كلمتين خلال مجلسين عاشورائيين في بلدتي قعقعية ‏الصنوبر والسكسكية، بحضور شعبي واسع ومشاركة فاعلة من أبناء المنطقة، حيث استعرض الواقع ‏السياسي والأمني في ضوء التطورات الإقليمية والدولية، مستندًا إلى نهج الإمام الحسين (ع) في الكرامة ‏والرفض.‏

وأكد جشي أن "الكيان الصهيوني لم يكن ليتشكل لولا وعد بلفور والدور البريطاني التاريخي، لكن اليوم تغيّر ‏المشهد، فأصبحت أميركا هي التي تُدير المشروع الصهيوني بالكامل، وتدعمه دون قيد أو شرط"، وأضاف ‏أن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب صرّح علنًا بأنه أنقذ إسرائيل في أحد الاعتداءات على الجمهورية ‏الإسلامية الإيرانية، وهذه هي طبيعة الإدارة الأميركية التي تمارس البلطجة والتغوّل على شعوب المنطقة".‏

وشدد على أن العدو الإسرائيلي بات منفلتًا من كل المبادئ والقيم والقوانين الدولية، متسائلًا: "أين هو ‏المجتمع الدولي؟ لدينا أكثر من 6 مليار إنسان على هذا الكوكب، فهل اتخذت أي جهة دولية خطوة عملية ‏حقيقية لمواجهة ما يحصل في غزة ولبنان؟ الجواب: لا، فقط إدانات وبيانات خجولة، وأحيانًا صمت مطبق، ‏وهذا يؤكد أن الرهان على ما يسمى بالمجتمع الدولي هو رهان على سراب".‏

ورأى جشي أن الدولة اللبنانية حين تراهن على العلاقات الدولية والدبلوماسية لتحرير الأرض، دون امتلاك ‏عناصر القوة الداخلية، فهي تراهن على الوهم، وقال: "مرّت سبعة أشهر على وقف إطلاق النار، وكل تلك ‏الرهانات لم تحقّق أي تقدم، لذلك، فإن التمسك بالمقاومة هو الخيار الوحيد الذي أثبت فاعليته، وهو خيار ‏وطني وإنساني وأخلاقي لحماية الوطن والدفاع عن الكرامة".‏

وأضاف: "نحن أبناء الإمام الحسين (ع)، لا نخضع ولا نُرهب، وأمام التهويل الأميركي والتهديدات ‏المتكررة نقول: هذه الأساليب لا تنفع معنا، ولن تُجدي نفعًا، ولن تُغيّر في مواقفنا شيئًا".‏

واستشهد جشي بالتجربة التاريخية في لبنان قائلاً: "ليتذكّر الجميع أن الاحتلال الإسرائيلي للبنان عام 1982 ‏دام 18 سنة، لكنه خرج في النهاية من دون قيد أو شرط، من دون أن ينجح في فرض شروطه أو تحقيق ‏أهدافه".‏

وختم جشي كلمته بالتأكيد على أن "المقاومة تنتصر دائمًا لأنها قضية حق، ولأننا أصحاب الأرض، ولسنا ‏غزاة ولا معتدين. نحن ندافع عن وطننا، عن كرامتنا، عن قيمنا ومبادئنا، وهذا هو جوهر نهج الإمام الحسين ‌‏(ع) الذي نستلهم منه الثبات والصبر والعنفوان".‏