كتبت" الاخبار":
بينما كانت «الخماسية» العربية – الدولية تستعيد نشاطها الداخلي، مُذكّرة بما يتوجّب على لبنان من خطوات تتصل بتطبيق مندرجات اتفاق وقف إطلاق النار، وفقَ ما أعلن السفير المصري علاء موسى الذي قال بعد لقاء اللجنة برئيس مجلس النواب نبيه بري إن «القسم الأكبر من الاجتماع تمحور حول الجنوب اللبناني، مع التركيز على العمل الجدّي لتسريع انسحاب الجيش الإسرائيلي»، كانَ هناك مسار موازٍ، كشفت عنه نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس أمس، مشيرة إلى مستجدّات تتعلق بملف أسرى «حزب الله ومصير الاحتلال الإسرائيليّ في النقاط الخمس»، مُعلِنة أنّه «سيتمّ الإفراج عن 5 أسرى لبنانيين لدى إسرائيل» (أُطلق أربعة منهم أمس)، وموضحة بأنه «ليس لديّ الرقم الدقيق للأسرى اللبنانيين في إسرائيل، ونعمل عبر القنوات الدبلوماسيّة للتأكد من إطلاق الأسرى الباقين».
وفيما أشارت إلى أن «الرئيس دونالد ترامب يرى أن السلام وتنفيذ القرارات السياسية والدبلوماسية هما الحلّ لمشكلة الحدود»، فإن أبرز ما «زلقت» به هو «إطلاق مجموعات عمل دبلوماسية ستعمل على حلّ المشكلات بين
لبنان وإسرائيل كالخطّ الأزرق وغيره، وإنني متفائلة باتفاق لحلّ قضية النقاط الخمس». وكانَ لافتاً أثناء كلامها عن ترسانة حزب الله إشارتها إلى أن «الاتفاق ينصّ على تدميرها جنوب الليطاني ونعمل على بناء قدرات الجيش اللبناني كي يكون الحاكم الوحيد».
وفي هذا الإطار، قالت مصادر مطّلعة لـ«الأخبار» إن «المفاوضات والاتصالات بشأن الجنوب بدأت منذ فترة، وقد طالب رئيس الجمهورية جوزف عون الجانب الأميركي بالضغط على إسرائيل في موضوع الأسرى، خصوصاً أن لبنان وافقَ على تمديد فترة الهدنة (الـ 60 يوماً) شهراً إضافياً بعد وعود أميركية بملف الأسرى، وأن عدم التجاوب الإسرائيلي وعدم وجود ضغط أميركي كافٍ سبّبا لنا إحراجاً».
وأكّد عون للأميركيين أنه «إذا كانَ هناك مسار يجب أن ينطلق في ما خصّ الجبهة الجنوبية والنقاط المرتبطة بها، وهو ما يستدعي كلاماً مع حزب الله وأطراف أساسية في البلد، فعلى واشنطن الضغط على إسرائيل للقيام بخطوة»، خصوصاً أن «كيان الاحتلال يستعجل إطلاق مسار الترسيم وفقَ الوقائع الحالية خوفاً من تبدّل الأوضاع ربطاً بما يحصل في المنطقة». وقالت المصادر إن «اجتماع لجنة الإشراف في الناقورة أمس كان مقرّراً مسبقاً وأُقرّ فيه إطلاق مسار التفاوض، بعدما أصبحَت هناك أرضية جاهزة للملفات الأخرى».
ورغمَ الإيجابية التي تعاطى بها البعض مع كلام المبعوثة الأميركية، إلا أن ما أشارت إليه حول مجموعات العمل الدبلوماسية شكّل مفاجأة «غير سارّة» تستدعي، وفقَ ما تقول أوساط سياسية بارزة، التوقف عنده جدياً، لأنه «يحمِل في طياته منحى خطيراً لمسار العلاقة مع كيان الاحتلال». فالملفات التي قالت عنها أورتاغوس في ما خصّ ترسيم الحدود، هي مسألة تقنية لطالما تولّاها مسؤولون عسكريون، وكانت كل عمليات التفاوض تحصل في إطار عسكري - تقني تشرف عليه اللجان التي تولّت التفاوض نيابة عن الطرفين برعاية من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، وبالتالي الإشارة إلى هذه المجموعات الدبلوماسية يعني أن الولايات المتحدة قرّرت تغيير إطار التفاوض بينَ لبنان وكيان الاحتلال، وإعطاءه طابعاً سياسياً تمهيداً لخطوة أكبر».
ويبدو هذا التفسير منطقياً، إذ تحدّث عنه صراحة أمس رئيس «منظمة دعم الرهائن حول العالم» نزار زكا بشأن تفاصيل عملية الإفراج عن الأسرى اللبنانيين، معتبراً أن «ما حصل في ملف الأسرى، النية من ورائه جعل الطريق سالكة أمام أي مبادرات ومفاوضات سلام مع لبنان، وهو ما تسعى إليه الإدارة الأميركية».