من أدبيات عملنا الوطنــي


العلاقات السياسية – قسم الإعلام
                             

 الدكتور جيلبير المجبِّرْ
منذ الإستقلال ولغاية اليوم برزت في أدبيات العائلات اللبنانية سواء أكانت سياسة أو إجتماعية أو ثقافية لغة تخاطب فيما بين المكونات وضمن المناسبات المشتركة لغة المحبة والإنفتاح والتفاهم منبثقة عن مفهوم وحدة الدولة في ظل الميثاق الوطني . المؤسف اليوم أنّ هذه اللغة المتبعة باتت مهددة من فصائل لبنانية لا تحترم الأصول الدستورية ولا تحترم صيغة العيش المشترك ولا تحترم حرية المعتقد وشروطها التي تنسجم مع مقدمة الدستور . ومن هذا المنطلق إننا كمؤسسة إنفتاح وعطاء ومحبة مدعوون جميعا إلى إنتهاج شراكة فعلية أمام هذا التعدّي الفكري الذي أقام ترسانة سلاح ومشاريع وهمية على أرضنا .
مهام المؤسسة في هذه المرحلة تنحصر بحديث لبناني مسيحي مسلم يجد نفسه المعبر الوحيد لبناء دولة بعد سلسلة من الدمار الذي حصل على الأرض اللبنانية . هاجس المؤسسة "الحوار " ومتى سلّمنا بالحوار البنّاء تنتفي في لبنان كل مسوغات الحديث عن أي علّة في ممارسة النظام أي نستظل جميعا النظام ونعيش تحت أجنحته السياسية الأمنية القضائية الإجتماعية . إن أي مشروع سياسي يجب أن يركز على تعددية المجتمع اللبناني بتراثاته وحضاراته الأصيلة بحيث ترعى كل مجموعة حضارية فيه جميع شؤونها وبشكل خاص ما يتعلق منها بالحرية وبالشؤؤون الثقافية والتربوية والمالية والأمنية والعدالة الإجتماعية .
إنّ المؤسسة ومن دون شك تعتبر أن الصيغة ما زالت تفرض حضورها على المسرح السياسي اللبناني بكون كل المسلمات الوطنية موجود وملموسة ولا يمكن لأي مكون أن يسدل الستارة عن الحقائق القائمة وهي أن جميع اللبنانيين شركاء في الزمان والمكان على الأقل وهما يؤكدان بتاريخهما أتصال جميع اللبنانيين بذلك الماضي النابض من صفحات تاريخ الجمهورية اللبنانية .
مؤسستنا الإجتماعية وبكل مكاتبها المنتشرة في كل أصقاع العالم تؤكد على العديد من الثوابت التي تعمل من خلالها ومن حيث المنطق القانوني تعتبر أن المجتمع اللبناني هو مجتمع تاريخي وجزء من العالم نما في رحاب جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة كواقع شاهد وقائم وله كيانيته وخصوصيته . لذا إن هذا الواقع يؤكد وحدة الثقافة اللبنانية الجامعة والميزات الأساسية التي تحدد شخصية المجتمع اللبناني كجزء من شخصية المجتمعين العربي والدولي . وإن هذه الوحدة الثقافية لا بد أن تستند إلى الأصول الروحية والفكرية والقيم المشتركة . كما أن هذه الأصول الروحية والفكرية والثقافية تستمد حضورها من سعي الإنسان اللبناني وكيفية تعامله مع معتقداته طبق النموذج الذي يوحي به الدين مرجعا أساسيا لهذه المعتقدات .
إن الثوابت التي ذكرناها أعلاه هي ظاهرة فكرية تفضي إلى تعاقب الأجيال والتي تفرض علينا أن نتأمل في دور كل من ساسة الأمر الواقع وساسة الشرفاء في بناء ثقافة سياسية محترمة تحترم الدستور والقوانين . ولقد حملت رسالة الشرفاء في منطلقاتها مجتمعا متنورا حواريا . والحوار في لغة الشرفاء هو إحترام الآخر والسيادة الوطنية والمؤسسات الرسمية وإعتراف بالثنائية اللبنانية المسيحية المُسلمة وبالأرضية المشتركة في لغة الحوار من ناحية أخرى وإلاّ ينتفي الحوار والتعايش نفسهيمها .
لقد إستندت رسالة المؤسسة في بناء مجتمعنا اللبناني المنسجم إلى ذلك التعاهد الميثاقي في المجتمع اللبناني حين أطقت مؤسستنا بشخص رئيسها ومكاتب الإنتشار تلك المنظومة المرتكزة على الدستور والصيغة اللذان ينظمان جمع اللبنانيين في دولة سيدة مستقلة حرة . ومن هذا المنطلق تسعى المؤسسة بشخص الرئيس بشق الطريق لأسس حوارية ثقافية لفرض مفهوم وطني علمي متحرر من عقد الإهمال والعمالة على قاعدة الحرية وحرية الخضوع لأوامر القضاء والقانون والسيادة التامة والناجزة.