هل الوضع الأمني في سوريا خطير إلى هذا الحد؟

هل الوضع الأمني في سوريا خطير إلى هذا الحد؟ 









د. ليون سيوفي 
باحث وكاتب سياسي 
ألوضع في سوريا اليوم، مع تزايد العنف والفوضى، يتّسم بتأثيراتٍ بالغة الخطورة على المنطقة بشكلٍ عام.
ألانتقال المحتمل لهذا العنف إلى البلدان المجاورة مثل لبنان والعراق والأردن يعتمد على عدّة عوامل.
ألأوضاع في لبنان مرتبطة بشكلٍ وثيقٍ بالأحداث السورية، خاصّةً بسبب الوجود السياسي والعسكري لـحزب الله، والذي يُعتبر من أبرز اللاعبين في النزاع السوري. في حال تفاقم العنف في سوريا، قد يتأثّر لبنان بشكلٍ مباشرٍ، إمّا من خلال الهجمات العسكرية أو التسلسل الزمني للصّراع. 
ألوجود الفلسطيني والسوري في لبنان يمكن أن يكون أيضًا عاملًا مساعدًا في نقل التوترات، خاصّةً في ظلّ وجود فئاتٍ اجتماعيةٍ ضعيفةٍ يمكن أن تتأثّر من الأوضاع في سوريا.
من المحتمل أن يشهد لبنان تصعيدًا أمنيًا بعدما حدث تفكّكٌ كبيرٌ في النظام السوري واندلعت مواجهاتٌ جديدةٌ بالقرب من الحدود اللبنانية، خاصّةً إذا انتقلت الميليشيات المسلّحة التي تدعم النظام السّوري إلى الأراضي اللبنانية.
ألعراق شهد نزاعاتٍ واسعةً في السنوات الأخيرة نتيجةً للصّراع بين الطوائف والجماعات المسلّحة، وفي حال تفاقم العنف في سوريا، من الممكن أن تتوسّع العمليات العسكرية لتشمل المناطق الحدودية.
هناك تنسيقٌ عسكريٌّ وسياسيٌّ بين بعض الجماعات العراقية والجيش السّوري، خاصّةً مع الحضور الإيراني في كلا البلدين. تصاعد العنف في سوريا قد يؤدّي إلى نزاعٍ بالوكالة يعبر الحدود إلى العراق، خصوصًا مع الوجود العسكري الإيراني الداعم للميليشيات المحلّية.
 من جهةٍ أخرى، تنظيمات مثل داعش قد تستفيد من الضعف الأمني في سوريا والعراق لتوسيع عملياتها، مما قد يُعمّق من حالة الفوضى.
ألأردن يُعتبر من أكثر الدول المجاورة تأثرًا بالصّراع السّوري، حيث أنّه شهد تدفقًا كبيرًا للاجئين السّوريين منذ بداية الأزمة. إذا تصاعدت العمليات العسكرية في سوريا، يمكن أن يتأثّر الأمن الأردني بسبب وجود جماعاتٍ مسلّحةٍ قد تنتقل من سوريا إلى الأردن، خاصّةً مع الحدود المفتوحة.
بالإضافة إلى ذلك، قد يشهد الأردن توتّراتٍ اجتماعيةً في حال حدث فراغٌ أمنيٌّ على الحدود، مما قد يُساهم في دخول المقاتلين الأجانب و الجماعات المسلّحة إلى البلاد.
وجود مقاتلين أجانب في سوريا قد يُضاعف من خطر امتداد العنف إلى البلدان المجاورة، هؤلاء المقاتلون يمكن أن ينشطوا في عملياتٍ عبر الحدود، مما يزيد من مستوى التوترات في لبنان والعراق والأردن.
ألوجود الأجنبي في مناطق مثل إدلب أو شرق سوريا يشكّل خطرًا على استقرار المنطقة، ويمكن أن يكون عاملًا رئيسيًا في امتداد الصّراع إلى دول أخرى. 
ألدول الغربية قد تبذل جهودًا للحدّ من تأثير هذه الجماعات المسلّحة، لكنّ الدّور المحلّي في التّصدي لهذا التّهديد سيكون حاسمًا.
ألانتقال المحدود للصّراع قد يشهد لبنان أو العراق أو الأردن عملياتٍ إرهابيةً أو مناوشاتٍ عسكريةً في مناطق الحدود، لكنّها قد تبقى محدودةً إذا استطاعت الدول المجاورة ضبط الحدود بشكلٍ فعّال.
في حال استمرّ النزاع السّوري في التفاقم، خاصّةً في حال وجود انقساماتٍ سياسيةٍ أو عسكريةٍ جديدةٍ، قد تصبح الحدود اللبنانية السّورية والحدود العراقية السّورية أكثر هشاشة، ممّا يرفع من احتمالية الانتقال الكامل للصّراع إلى دول الجوار.
ألتهديدات الإرهابية مع تحوّل بعض الجماعات إلى حرب عصاباتٍ وأنشطةٍ إرهابيةٍ، قد تكون الدول المجاورة تحت تهديدٍ مستمرٍّ من هذه الجماعات التي قد تجد ملاذًا آمنًا في مناطق ذات فراغٍ أمنيٍّ. 
ألوضع في سوريا هو مؤشّرٌ خطيرٌ على استقرار المنطقة، والبلدان المجاورة قد تواجه تحدّياتٍ أمنيّةٍ كبيرةٍ نتيجةً للامتداد المحتمل للصّراع. 
لذلك تدهور الأوضاع في سوريا يمكن أن يُساهم في نشر العنف والفوضى في هذه الدول، في حين أنّ استمرار دعم المقاتلين الأجانب في سوريا قد يزيد من حدّة التّوتّرات.




#achrafieh #achrafiehnews
#beirut #jocelynageryes #jocelynegeryes
#جوسلين_جريس
#الأشرفية #الأشرفية_نيوز

Channel Whatsapp
https://ift.tt/tya1R6l

Channel Telegram 
https://ift.tt/rSu6J9N