هل سيُعطى الضّوء الأخضر للشّرع للسّيطرة على المجازر؟
د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي
ما يحدث في سوريا من مذابحٍ وإباداتٍ يرتبط بالصراع الطائفي المستمر، حيث شهدت البلاد خلال السنوات الماضية فظائع لا يمكن تجاهلها، مع تدميرٍ واسع النطاق وتهجيرٍ للملايين.
لكنّ السؤال الأهم هو هل سيستمر هذا الوضع؟
وهل هناك خطة لتغيير الأمور أو للسيطرة على هذه المذابح؟
هل حقاً سيسيطر الشّرع على الشارع السوري ويحاسب من هم وراء هذه المجازر إن كان من النظام القديم أو الحالي؟
ألسيطرة على المذابح والإبادات ليست بهذه السهولة كما يعتقد البعض بل في قراراتٍ سياسيةٍ وعسكريةٍ معيّنةٍ تتحكّم بالأراضي والمناطق المختلفة.
إذا كانت القوانين الوضعية والحلول السياسية لا تعمل، فقد يكون استخدام القوة العسكرية والتدخلات الخارجية هو المخرج، مثلما شهدنا في بعض الأحيان في القضايا الإقليمية.
ألمخططات التي تُنفّذ في سوريا تتفاوت حسب القوى المسيطرة، ألنظام السوري السّابق وحلفاؤه (مثل إيران وروسيا) يهدفون إلى إعادة بناء السّيطرة الكاملة على الأراضي السّورية بدءاً من السّاحل، هذا يشمل استعادة المناطق التي خرجت عن سيطرة الحكومة، لكن هذا النهج يواجه معارضةً شديدةً من جماعاتٍ مسلّحةٍ ومنظّماتٍ سياسيةٍ داخليةٍ، وكذلك من دولٍ أخرى مثل تركيا والولايات المتحدة، هذا الصّراع متعدّد الأطراف يؤدّي إلى مذابح مستمرّة وصراعاتٍ دون أفقٍ واضحٍ.
ألانتفاضة السّورية بدأت في 2011 بسبب مجموعة من العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية حيث بدأ الشّعب السّوري يُطالب بالحرية، والعدالة الاجتماعية، والتغيير السياسي في سياق قمع الحريات وغياب الإصلاحات. ومع مرور الوقت، تطوّر الحراك الشعبي إلى حربٍ أهليةٍ بين أطرافٍ عدّة منها النظام وفصائل المعارضة، والجماعات الإرهابية مثل داعش، والقوى الدولية والإقليمية الداعمة لكلّ طرفٍ.
من الصّعب تحديد نتيجة الصّراع، حيث أنّ الوضع السوري أصبح معقدًا بشكلٍ غير عاديّ، هناك من يقول أنّ الحلّ الوحيد سيكون من خلال عمليةٍ عسكريةٍ سيقوم بها النظام الجديد ومنهم من يقول السّياسة الشّاملة ستؤدي إلى تسويةٍ سلميةٍ تعترف بكافة أطياف المجتمع السوري وتحترم حقوقهم، في المقابل، هناك رأي آخر يرى أنّ سوريا قد تظلّ مشلولةً لعقودٍ بسبب التدخّلات الخارجية والصّراعات الدّاخلية المستمرّة.
ألسؤال الذي أطرحه هل هناك أمل في الاستقرار؟
في ظلّ استمرار تدخّل القوى الإقليمية والدولية، يبقى من غير المؤكّد أن يكون هناك حلّ قريب للأزمة، قد يكون الحلّ الأفضل هو التركيز على الحوار بين الأطراف المختلفة وإيجاد تسويةٍ سياسيةٍ تحافظ على وحدة سوريا، على الرغم من أنّ هذا يتطلّب تغييراتٍ جوهريةً في السياسة الداخلية والدولية.
ألسيطرة على المذابح والإبادات والحرب في سوريا تتطلّب تغييراتٍ جوهريةً في السياسات الداخلية والخارجية، وإيجاد حلولٍ سياسيةٍ مقبولةٍ لجميع الأطراف مما يمنع تمدّد المعارك في المناطق السّورية وحتّى في لبنان ..
#achrafieh #achrafiehnews
#beirut #jocelynageryes #jocelynegeryes
#جوسلين_جريس
#الأشرفية #الأشرفية_نيوز
Channel Whatsapp
https://ift.tt/tya1R6l
Channel Telegram
https://ift.tt/rSu6J9N