تسليم السّلاح هل سيتحقّق مع التّعيينات الأمنية؟
د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي
بالرّغم من التّعيينات الأمنية الجديدة في لبنان، من المستبعد أن يقوم حزب الله بتسليم سلاحه في المستقبل القريب، لأنّ ذلك يتطلّب تغييراتٍ جذريةً في المشهد السياسي اللبناني والإقليمي.
سلاح حزب الله مرتبطٌ بشكلٍ كبيرٍ بعقيدته السّياسية والاستراتيجية، وله دورٌ رئيسيٌّ في المعادلة الأمنية والسّياسية في لبنان والمنطقة مهما راهنوا عليه ولو كان في نيّة الحكومة الأمريكية سحب سلاح الحزب لما أوقفت الحرب بينه وبين إسرائيل .
من غير المرجح أن يقوم حزب الله بتسليم سلاحه بعد التعيينات الأمنية الجديدة في لبنان، ألأمور المتعلّقة بسلاح الحزب تتعدّى التعيينات الأمنية وتحمل أبعادًا سياسيةً وعسكريةً عميقةً، بالإضافة إلى تداعياتٍ إقليميةٍ ودوليةٍ.
حزب الله هو حركةٌ مسلّحةٌ وحزبيةٌ ذات نفوذٍ كبيرٍ في لبنان، وهو يَعتبر السّلاح أداةً رئيسيةً لوجوده، ليس فقط للدّفاع عن لبنان في وجه إسرائيل، ولكن أيضًا لتعزيز دوره في المعادلة السّياسية اللبنانية. سلاحه يُعدّ حجر الزاوية في استراتيجيته الإقليمية في ظلّ الصّراعات الإقليمية مع إسرائيل والضّغوطات الأخرى.
ما زال الحزب يستفيد من الدّعم المعنويّ والعسكريّ والسّياسيّ من إيران، وهو جزءٌ من محور المقاومة الذي يتصدّى للنفوذ الغربي والإسرائيلي في المنطقة. هذا الدّعم يجعل من الصّعب على الحزب التّنازل عن سلاحه في ظلّ هذه المعادلة.
كما أنّ الحزب يرى في سلاحه أداةً استراتيجيةً لحماية لبنان في مواجهة التّهديدات الخارجية.
من المهم أن نلاحظ أنّ لبنان يشهد توازنًا دقيقًا بين مختلف القوى السّياسية والطّائفية، حزب الله هو جزءٌ أساسيٌّ من هذا التوازن شئتم أم أبيتم وتنازله عن سلاحه قد يؤدّي إلى تغييراتٍ كبيرةٍ في المعادلة السّياسية اللبنانية.
ألقوى السّياسية الأخرى، مثل التّيار الوطني الحرّ وحركة أمل والحزب السّوري القومي الاجتماعي والحركات الوطنية ما زالت تدعمه في مواقفه، هذه الديناميكية تجعل من غير المحتمل أن يوافق الحزب على تسليم سلاحه في الوقت الرّاهن.
حتّى مع التّعيينات الأمنية الجديدة، فإنّ الحزب لن يتنازل عن سلاحه طالما أنّ التّحدّيات الأمنية والسّياسية الإقليمية قائمة.
ألتعيينات الأمنية قد تؤثّر على الأمن الدّاخلي في لبنان، لكنّها لن تؤثّر بشكلٍ مباشرٍ على استراتيجية حزب الله العسكرية التي تتعلّق بأمنه الوطنيّ والإقليميّ.
بينما قد تُثار ضغوطٌ داخليةٌ ودوليةٌ تُطالب بنزع سلاح حزب الله، خاصّةً من الدّول الغربية والخليجية، فإنّ هذه الضّغوط لن تكون كافيةً لإقناع الحزب بالتّخلّي عن سلاحه في الوقت الحالي، ما لم تحدث تغييراتٌ جذريةٌ في الوضع الإقليميّ أو على مستوى التّوازنات السّياسية داخل لبنان.
#achrafieh #achrafiehnews
#beirut #jocelynageryes #jocelynegeryes
#جوسلين_جريس
#الأشرفية #الأشرفية_نيوز
Channel Whatsapp
https://ift.tt/tya1R6l
Channel Telegram
https://ift.tt/rSu6J9N