وقال السكان إن “مستوطنين إسرائيليين مسلحين سرقوا مئات الأغنام من تجمع بدوي في غور الأردن، في أحد أكبر الهجمات التي تحدث عنها البدو في المنطقة في الآونة الأخيرة”، وفق ما ذكرت وكالة “رويترز”.
وتزايدت مثل هذه الهجمات في المنطقة منذ بدء الحرب على غزة لكن شهودا قالوا إن حجم هذه الواقعة التي جرت، الجمعة، بالقرب من عين العوجا، شمالي مدينة أريحا بالضفة الغربية المحتلة، تجاوز كثيرا أي تعد شهدوه من قبل.
وقام نشطاء من منظمة “ننظر للاحتلال بعينيه” العبرية، التي تعارض الاحتلال وأقامت نقطة مراقبة دائمة في أعقاب الهجمات السابقة، بتصوير قطيع من الأغنام والماعز يرعي ليلا.
وقالت جيلي أفيدور، وهي متطوعة صهيونية في المنظمة “حدث كل شيء بسرعة كبيرة”.
وذكرت أن مستوطنين ملثمين في نحو 12 مركبة دخلوا التجمع خلف سيارات الشرطة. ورأت المستوطنين يدخلون منازل ويأخذون مئات الأغنام بعد إخراجها من الحظائر. وقالت “سرقوها كلها”.
وقال نايف طريف إنه “فقد 250 من الأغنام في الهجوم، وإن السكان حاولوا تقديم شكاوى إلى الشرطة لكنهم انتظروا ساعات قبل أن تطلب منهم العودة في اليوم التالي، ولم تسمح إلا لشخص واحد بالحديث”.
وأردف: “لم يسمحوا لنا بدخول مركز الشرطة لتقديم الشكوى لأن الشرطة متآمرة مع المستوطنين وتريد مساعدتهم”.
وأضاف: “الأغنام هي مصدر رزقنا… الأغنام هي حياتنا”.
وقال هاني زايد، أحد سكان المنطقة، والذي فقد نحو 70 رأساً من الأغنام في الهجوم على حد قوله، “المستوطن جاب غنمه خلطها في وسط التجمع تبعنا مع الغنم تبعتنا، في نفس اللحظة مع هجوم ما يقارب من 200 مستوطن، دخلوا على المجمع كله بحماية الجيش معهم، الجيش والشرطة، ونظفوا السير (حظائر الأغنام) كلها، ما في وحدة ما دخلوها ما خلوا فيها شي”.
وأضاف: “كان معهم 20 سيارة حملوا الغنم فيها… هذا أكبر (هجوم للمستوطنين). كانوا يأحذون راس، راسين، خمسة، ستة، سبعة ما يقارب 1500 راس (من الغنم) أخذوهم من المجمع”.
وبعد خبرة في التعامل مع سلطات إنفاذ القانون المحلية لسنوات، لم تعد فكرة اللجوء إلى الشرطة للمساعدة ذات أهمية، وفق ما ذكرت “رويترز”.
وقال سكان إن المستوطنين سرقوا نحو 1500 رأس من الأغنام والماعز وساقوها من التجمع السكني أو نقلوها في شاحنات صغيرة تحت أعين أفراد من الشرطة وجنود.
ونفت الشرطة الصهيونية في بيان صحة ما ورد من تفاصيل عن هذه الواقعة بينما لم يصدر تعليق من جيش الإحتلال، ولا من مجموعة تمثل المستوطنين في المنطقة.
ويقول سكان المنطقة وجماعات حقوق الإنسان إن “غور الأردن، وهي منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة نسبياً تقع بالقرب من نهر الأردن، تتعرض الآن لضغوط متزايدة من المستوطنين”.
وبالنسبة للكثيرين من الرعاة البدو، فإن فقدان القطيع يعني فقدان أي وسيلة لكسب الرزق. ويعتقد الرعاة في عين العوجا، مثل كثير من الفلسطينيين، أن الهدف الأكبر من مثل هذه الوقائع هو إجبارهم على مغادرة الأرض للسماح للعدو بالاستيلاء عليها بالكامل.
وفي ظل التكهنات بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي رفع العقوبات عن مرتكبي أعمال العنف من المستوطنين، سيعطي الضوء الأخضر لضم كامل للضفة الغربية، تحدث وزراء صهاينة علانية عن الاستيلاء الكامل على الأراضي التي لا تزال “إسرائيل” تحتلها منذ حرب عام 1967.