لبنان… المسلسل الذي لا نعرف نهايته ولا أبطاله!







بقلم: الدكتور جيلبير المجبر

كل يوم نسمع ونقرأ أن العالم مع لبنان، أن الدول الكبرى والصغرى لن تتخلى عنا، أن المساعدات قادمة، أن الإنقاذ قريب، ولكن الحقيقة الوحيدة التي نراها هي أن شيئاً لم يتغير، ولن يتغير، لأن هذا البلد تحكمه زمرة من الفاسدين، صنعت من الانهيار مصلحة، ومن الجوع مكسباً، ومن الذل تجارة.

ما هذا المسلسل اللبناني الذي لا نعرف كاتبه ولا مخرجه ولا حتى أبطاله الحقيقيين؟ من الذي يدير هذه المسرحية السوداء، حيث الشعب هو الضحية الدائمة، والمجرم بلا اسم ولا وجه؟

مشهد يتكرر بلا كلل أو ملل: مؤتمرات، زيارات، خطابات، بيانات تضامن، وعود بالإنقاذ، ثم… لا شيء! كأن لبنان ليس وطناً، بل مجرد ملف يوضع على طاولة المصالح الدولية، يُفتح عند الحاجة، ويُغلق حين تنتفي الفائدة. كأن الشعب اللبناني لا قيمة له إلا عندما يكون وقوداً للمساومات، ورقماً في بازار الصفقات القذرة!

لكن المشكلة ليست في الخارج فقط، فالمصيبة الكبرى هنا، حيث الطبقة الحاكمة حوّلت الوطن إلى حقل تجارب، والشعب إلى فئران مختبر، تتلاعب بمصيره كما تشاء، ثم تبيع له الوهم، فيصدق الأكاذيب، ويعود لينتخب جلاديه!

نحن اليوم أمام حقيقة لا يمكن إنكارها: لا مساعدات ستصل، ولا تغييرات ستحصل، ولا حلول ستهبط من السماء، لأن من يحكم هذا البلد لا يريد حلاً، بل يريد استمرار الأزمة، لأنها ببساطة مصدر رزقه، وطريقة بقائه.

فإلى متى؟ إلى متى سيبقى لبنان رهينة طبقة جعلت من الموت حياة، ومن الذل قدراً، ومن الخراب وطناً؟ إلى متى سنبقى مشاهدين في مسرحية لم نختَرها، لكننا ندفع ثمنها من أعمارنا وأرزاقنا ومستقبلنا؟

هذا ليس قدراً، بل جريمة موصوفة… فمن يوقفها؟ ومن يملك الشجاعة ليصرخ: كفى؟