من غزة إلى طهران: هل يعيد ترامب رسم خريطة الشرق الأوسط؟




جوسلين جريس _ الاشرفية نيوز

مع عودة دونالد ترامب المحتملة إلى البيت الأبيض، تعود التساؤلات الجوهرية حول مستقبل السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط إلى الواجهة. هل ستشهد المنطقة إعادة ترتيب استراتيجي يخدم المصالح الأمريكية وحلفاءها، أم أن التعقيدات الإقليمية ستظل العائق الأكبر أمام أي محاولة لتغيير معادلة النفوذ؟


في حديثه لصحيفة The Washington Independent، أشار المبعوث الخاص للمجلس الأمريكي لسياسات الشرق الأوسط، آدم صباغ، إلى أن الشرق الأوسط يشهد تحولات كبرى وسط تصاعد الصراعات وتزايد التنافس بين القوى الإقليمية والدولية. ومع استمرار النزاع في غزة، والضغوط على حزب الله في لبنان، تتراجع قدرة إيران على فرض نفوذها الإقليمي، وهو ما يفتح الباب أمام تغييرات جذرية قد تسعى إدارة ترامب لاستغلالها.

وفقًا لما تناقشه المقالة، فإن أمام ترامب عدة خيارات في حال عودته إلى الحكم، أبرزها:

تحويل الهدن المؤقتة إلى اتفاقيات دائمة، خصوصًا فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وهو ما قد يعزز فرص تحقيق استقرار نسبي في المنطقة.

إمكانية الانخراط الدبلوماسي مع إيران، لكن وفق شروط أكثر صرامة، ما قد يضع طهران أمام خيارات محدودة بين تقديم تنازلات أو مواجهة عزلة دولية أكثر حدة.

تعزيز العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، بما يتماشى مع سياسة "اتفاقيات إبراهيم"، ما قد يزيد من عزلة إيران ويحدّ من نفوذها الإقليمي.


رغم الفرص المتاحة، يبقى الشرق الأوسط بيئة سياسية معقدة، حيث يتطلب أي تغيير استراتيجي موازنة دقيقة بين المصالح المختلفة. وعلى الرغم من أن إدارة ترامب السابقة اتبعت نهجًا حازمًا تجاه إيران ودعمت اتفاقيات التطبيع، فإن العودة إلى هذه السياسة قد تواجه عراقيل بسبب التطورات المتسارعة، مثل توسع النفوذ الروسي والصيني في المنطقة، والتغيرات في مواقف بعض الدول العربية.



إعادة ترتيب خريطة الشرق الأوسط ليست بالمهمة السهلة، ولكنها أيضًا ليست مستحيلة. إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض، سيكون عليه التعامل بحكمة مع الملفات الساخنة، مستغلًا الفرص التي أتاحتها التغييرات الإقليمية. في النهاية، ستظل قدرة واشنطن على فرض استراتيجيتها مرهونة بمدى مرونتها في التكيف مع معادلات القوة المتغيرة في المنطقة.