لبنان إلى التصحّر؟






لم يتعرّض لبنان حتّى اليوم، أوائل شهر شباط لعاصفة حقيقيّة بعد في عام 2025، وهو أمرٌ غير مألوف أبدًا. فهل يسير لبنان على خطى التصحّر؟



يواجه لبنان خطرًا متزايدًا على صعيد التصحّر، مع تحذيرات من خبراء البيئة حول فقدان متسارع للغطاء الأخضر وتدهور الأراضي الزراعيّة نتيجة عوامل مناخيّة وبشريّة متداخلة. وتشير التقارير إلى أنّ أكثر من 70% من الأراضي اللبنانيّة مهدّدة بالتصحّر، خاصّة في المناطق الداخليّة والجبليّة، حيث تتراجع معدّلات الأمطار وترتفع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق.




بحسب الدراسات البيئيّة، تُعَدّ الحرائق المتكرّرة واحدة من أبرز الأسباب التي تُفاقم التصحّر في لبنان، إذ تلتهم النيران آلاف الهكتارات من الغابات سنويًّا.



في موازاة ذلك، يشهد لبنان تمدّدًا عمرانيًّا عشوائيًّا يُفاقم تدهور الغطاء النباتي، حيث تمّ تجريف مساحات واسعة من الأحراج لصالح البناء غير المنظّم، في ظلّ غياب شبه كامل للرقابة البيئيّة.


إلى جانب ذلك، تعاني البلاد من شحّ في الموارد المائيّة نتيجة انخفاض نسبة المتساقطات وسوء إدارة المياه الجوفيّة، ما انعكس بشكل مباشر على الأراضي الزراعيّة، حيث يشكو المزارعون من جفاف غير مسبوق يهدّد محاصيلهم.


في ظلّ هذه المعطيات، يبقى السؤال: هل يتحرّك لبنان سريعًا لتفادي كارثة بيئيّة محققة، أم أنّ التصحّر سيصبح واقعًا لا يمكن التراجع عنه؟