اخبار الصحف اليوم







النهار

لعلّ من غير المفيد، مراكمة الرهانات والآمال على شخص بعينه، مهما علت مرتبته، وارتفع موقعه، لأن الظروف المحيطة، والمتغيّرات والحسابات والتعقيدات، إنما تحدّد المسار، أو تبدل في البوصلة التي يريدها صاحبها. ربما هي حال الرئيس المكلف تأليف حكومة لبنان المنتظرة نواف سلام. أراد سلام أن يقدّم نموذجاً جديداً في الحكم، بعيداً من الواقع، وهو واقع تعيس، مافيوي، أكثره فاسد، وإلا لما كانت البلاد وصلت إلى ما هي عليه اليوم. 

 

الرئيس المكلّف، ربما كان يحلم. وخطيئته أنه جعل المحيطين يحلمون معه بالتغيير الجذري، غير الممكن. وهذا الكلام ليس استسلاماً بقدر ما هو قراءة للواقع، إذ إن التغيير يجري على دفعات مستفيداً من الزخم القائم، من دون أن يصطدم بالجدران الصلبة، والأسوأ بالمتجذرين في الحكم الذين يرفعون السواتر والمتاريس. 

 

الرئيس المكلف بات محاصراً، تارة بالشائعات التي تفيد بأن خطة خارجية قضت بإبعاده عن محكمة العدل الدولية، ودفعت إلى تسميته، قبل تمهيد الطريق إلى اعتذاره لاحقاً. وبذلك يدفع ثمن مواقفه من إسرائيل. وإذا صحّ الأمر فإن ذلك قد يكون مفخرةً له ولمسيرته. 

 


والرئيس المكلف بات محاصراً بالمطالب، والعقليات القديمة، والمصالح المتجذرة، والمحاصصات الطائفية والحزبية والمناطقية. وكلها محقّة ما دام لم يتمكن من تجنّبها، بل خضع لمطالب الثنائي الشيعي التي كبّلت حركته التحررية. 

 

والرئيس المكلف بات محاصراً من الخارج الذي ينتظر منه أن يكون مقداماً في مواجهة "حزب الله" تحديداً، وأن يتحرر من التركيبة التي أقامها النظام السوري الساقط. 

 

والرئيس المكلف بات محاصراً بعامل الوقت الذي إن لم تسبقه سبقك