مذكرة من الدكتور جيلبير المجبر إلى فخامة الرئيس جوزيف عون حول تعزيز سيادة القانون والعدالة في لبنان


Achrafieh News 📰



نُشرت في ٤ فبراير ٢٠٢٥

في رسالة مفتوحة إلى فخامة الرئيس جوزيف عون، رئيس الجمهورية اللبنانية، دعا الدكتور جيلبير المجبر، رئيس جمعية حقوق الإنسان - الموده، إلى ضرورة تعزيز سيادة القانون في لبنان وضمان العدالة للجميع دون استثناء. وأكد المجبر في رسالته على أهمية القضاء المستقل والعدالة الشاملة باعتبارها السبيل الوحيد لتحقيق مستقبل مشرق للبنان يضمن حقوق مواطنيه في الداخل والخارج.

وجاء في الرسالة:

“إلى فخامة الرئيس جوزيف عون،

بدايةً، نتوجه إليكم بكل الاحترام والتقدير على ما قدمتموه من تفانٍ لخدمة وطننا الغالي، لبنان. لقد سمعنا كلماتكم القوية والملهمة في حديثكم الأخير إلى نقابة المحامين، وندرك تمامًا المسؤولية الكبيرة التي تتحملونها في هذا المنعطف التاريخي الدقيق.

في خطابكم، أكدتم على أهمية تعزيز سيادة القانون في لبنان، مشددين على ضرورة أن يكون الجميع سواسية أمام العدالة، دون استثناءات أو حصانات. كما أشرتم إلى أن المحامين هم الجناح المكمّل لعمل القضاء، وأن دورهم أساسي في استكمال بناء دولة الحق والقانون.

نحن، أبناء لبنان في المهجر، نعيش في الغربة على أمل العودة إلى وطننا الحبيب. ولكن هذا الأمل مرهونٌ بتحقيق العدالة والكرامة لجميع اللبنانيين. نحن لا نبكي ولا نستسلم، بل نطالب بحقوقنا وبحق أولادنا في العيش في وطن يسوده القانون والمساواة.

نعم، فخامة الرئيس، نحن نطالب بلبنان العدالة، لبنان الذي نستطيع أن نعود إليه ونعيش فيه بكل فخر واعتزاز. لم يعد لدينا شيء آخر لنعطيه سوى هذا الوطن، وعلينا أن نتركه لأجيالنا القادمة أفضل مما استلمناه. هذا هو الأمل الذي نتمسك به، وهذا هو الحلم الذي نسعى لتحقيقه جميعًا. لأننا نؤمن بأن لبنان يستحق أن يكون وطنًا للجميع، وطنًا يشع بالنور والأمل، وطنًا يشهد له الجميع بحكم العدالة ونجاحها.

إننا نعلم أن الطريق ليس سهلًا، وأن الوضع السياسي والاقتصادي معقد، ولكننا نثق في قدرتكم على اتخاذ القرارات الحاسمة التي تضمن للبنان مستقبلاً أفضل. وكما عاهدتم أنفسكم، فإننا نؤمن أن العدالة هي ما سيقودنا جميعًا إلى طريق الخلاص.

لكن فخامة الرئيس، نحن نعلم أن العدالة لا يمكن أن تتحقق إلا إذا كانت سارية على الجميع دون استثناء، بغض النظر عن المواقف أو المناصب. نعلم أن القضاة يجب أن يكونوا الحراس الأمناء على تطبيق القانون بحزم، وألا يسمحوا لأي شخص بالتهرب من العدالة أو المساءلة. العدالة، فخامة الرئيس، لا يمكن أن تكون انتقائية أو تستثني أي طرف، بل يجب أن تكون المعيار الثابت الذي يحتكم إليه الجميع.

نحن نطالب برؤية القضاء في لبنان يقف بحزم أمام الجميع، دون استثناءات. لا نريد أن نرى أي تساهل مع أي مخالف للقانون، بل نريد أن تكون العدالة هي المعيار الوحيد. لا يمكن أن يظل الوضع على ما هو عليه، حيث يظن البعض أنهم فوق القانون.

فخامة الرئيس، نحن لا نطلب الرحمة، بل نطالب بحقنا في العدالة التي تسود الجميع. نطالب بلبنان الذي نطمح إليه جميعًا، لبنان الذي نرى فيه مستقبلاً مشرقًا لأولادنا ولأحفادنا، لبنان الذي يستحق أن نعيش فيه بكل كرامة وأمان.

نتمنى أن يأتي اليوم الذي نفرح فيه بلبناننا ونعود إليه بكل فخر، وأن نتمكن من أن نرى حلمنا يصبح واقعًا يعم على الجميع، حيث لا تمييز ولا ظلم، حيث يسود القانون وتتحقق العدالة.

مع خالص التقدير والاحترام،
الدكتور جيلبير المجبر
رئيس جمعية حقوق الإنسان - الموده
باريس ٢٠٢٥/٢/٤