هل سنشهد ولادة قيصرية للحكومة؟



د. ليون سيوفي 
باحث وكاتب سياسي 
ألوضع السياسي في لبنان معقّد للغاية، حيث تتنازع الأحزاب السياسية المختلفة على النّفوذ. 
فلو كانت هناك إرادة سياسية قوية من قبل الأطراف الرئيسية لدعم حكومة تكنوقراط أو حكومة مستقلة، فقد يكون هناك فرصة لنجاح دولة الرئيس في تشكيل حكومته من خارج الأحزاب الحاكمة.
حكومة ستضم وزراء مستقلّين عن الأحزاب الحاكمة وهذا سيشهد تحدّياتٍ كبيرةً!! 
فقد أعلن في تصريحاته أنّه لن يلجأ إلى المحاصصة في تأليف الحكومة، وهو الأسلوب التقليدي الذي حوّل الحكومات اللبنانية السّابقة إلى كيانات غير فعّالة. 
مع ذلك، يصرّ “الثنائي الشيعي” (حزب الله وحركة أمل) على الاحتفاظ بوزارة المالية، وهي حقيبة يمسكان بها منذ عام 2014،كهذا الإصرار يعكس تعقيدات التوازنات الطائفية والسياسية في لبنان، وسيجد صعوبة تجاوز المحاصصة الطائفية في تشكيل الحكومة.  
ألدعم الدولي يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في دفع الأطراف السياسية لقبول حكومةٍ مستقلةٍ، 
فإذا كانت هناك إشارات إيجابية من الجهات الدولية الداعمة للبنان، فقد يزيد ذلك من فرص نجاح تشكيل حكومته.
مهارات الرئيس سلام التفاوضية وخبرته القضائية والدبلوماسية ستكون عاملاً حاسمًا في قدرته على إقناع الأطراف السياسية بقبول وزراء من خارج الأحزاب الحاكمة وهذا حلم أغلب اللبنانيين المستقلّين.
 في النهاية، يعتمد تشكيل الحكومة على التوافق بين الأطراف السياسية الرئيسية ولن يتجاوزها . 
وإذا لم يكن هناك توافق، فإنّ تشكيل الحكومة سيكون صعبًا حسب الضغوط التي تمارس عليه وبغض النظر عن هوية الوزراء ..