د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي
كما قال رئيس الحكومة المكلف سلام عن الاسماء والتوزير حقيقياً..
أصبحت أحد أبرز مشاكل المنصّات وهي تتنافس على تسمية الوزراء، واختراع وزاراتٍ غريبةٍ فقط لتحقيق مصالح إعلامية وممكن سياسية ، يعكس مستوى الانفصال عن الواقع الذي يعانيه الشعب.
فهم يُعيدون إنتاج الأزمة بدل حلّها..
عندما تُطرح أسماء وزراء بناءً على ولاءاتهم لا كفاءاتهم، تتحوّل الحكومة إلى نسخةٍ جديدةٍ من النظام الفاشل نفسه، وهذا ألا يُكرّس استمرار الأزمة بدل الخروج منها؟
والمؤسف وجود منصّات تنشر أسماء وبالجملة لتوزيرها أو يخيّرونك عبر الاستفتاء بين أسماء هم يطرحونها أو يطرحون “وزاراتٍ غريبةً غير موجودة مثل “وزارة السعادة” أو “وزارة التغيير” أو "وزارة الفنانين" "ووزارة للتطوير " و"وزارة المغتربين" وغيرها من التسميات الشعبوية وتناسوا ممكن سهواً " وزارة البغاء " المهنة الأقدم في الحياة ووزارة "الأطفال" ومشاركتهم الحكم ، فيعكس بهذه التسميات والتعيينات غياب الجدية والتركيز على إبهارٍ إعلاميٍ فارغٍ لا علاقة له بحلّ مشاكل المواطن وغياب الجدية في العمل السياسي.
ألشعب يريد وزراء يعالجون الأزمات الحقيقية مثل الكهرباء، الاقتصاد، الصحة، والتعليم، بدل الانشغال بمظاهر شكلية فهذه “المسرحيات السياسية” تساهم في تعميق فقدان الثقة بين الناس والطبقة الحاكمة.
ألحاجة إلى تغييرٍ حقيقيٍّ ، والمطلوب هو العمل بجدّية وشفافية، واختيار وزراء بناءً على الكفاءة والخبرة، مع الالتزام بمبدأ المحاسبة.
لا يمكن بناء مستقبلٍ على شعاراتٍ فارغةٍ أو حساباتٍ شخصيةٍ ضيّقةٍ.
ألحل الحقيقي انتظار حكومة اختصاصيين مستقلّين، لا تستند إلى المحاصصة ولا المنصّات الشعبوية.
إصلاحاتٌ واقعيةٌ تكون واضحةً للشعب، وتستهدف المشاكل المباشرة.
سياسةٌ شفّافةٌ تقطع الطريق على أي محاولة للاستهتار بعقول الناس.
ألشارع اللبناني لديه القدرة على فرض التغيير دون المنصّات التي تضحك على عقول البشر ولكن هذه القدرة مشروطة بعدة عوامل تتعلّق بوعي الشعب وتنظيمه..
لا يمكننا أيضًا إلقاء اللّوم كلّه على الشّعب اللبناني لأنّه فقد الثقة بالزعماء وبات ساخرًا من كل شيء.