د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي
لبنان يعيش أزماتٍ متعددة الأوجه منذ عقودٍ، وزعماء الحرب الذين تحوّلوا إلى قادةٍ سياسيين يلعبون دورًا كبيرًا في تعقيد الوضع.
هؤلاء الزعماء، الذين كانوا يقودون ميليشياتٍ خلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990)، استغلّوا النظام الطائفي والسّياسي لتعزيز نفوذهم وحماية مصالحهم، ممّا أدّى إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
متى وكيف يمكن التخلّص من هؤلاء الزّعماء؟
هذا السّؤال يشغل بال الكثير من اللبنانيين، والإجابة معقّدة وتتطلّب عدّة خطواتٍ...
منها الإرادة الشعبية فالتغيير يبدأ من الشّعب. ألحركات الاحتجاجية التي شهدها لبنان، مثل انتفاضة 17 تشرين الأول 2019، أظهرت أنّ هناك رغبة قوية لدى جزءٍ كبيرٍ من المجتمع للتخلّص من الطبقة السياسية الفاسدة.
إستمرار الضغط الشعبي والمطالبة بالمساءلة هو مفتاح التغيير.
ألانتباه من فخّ الانتخابات الذي يُبقي ويدعم هذه المافيا لتحكم البلد ..
يحتاج لبنان إلى إصلاحاتٍ جذريةٍ في النظام السياسي، بما في ذلك إلغاء الطائفية السياسية وتعزيز سيادة القانون.
يجب تعزيز استقلالية القضاء لملاحقة الفاسدين ومجرمي الحرب.
ألمجتمع الدولي يمكن أن يلعب دورًا في دعم الإصلاحات ومحاسبة الفاسدين من خلال فرض عقوباتٍ على الأشخاص والجهات الفاسدة لكن أين هو؟
يمكن للمنظمات الدولية أن تساعد في تحقيق العدالة الانتقالية ومحاكمة مجرمي الحرب.
يجب بناء بدائل سياسية جديدة قائمة على الكفاءة والنزاهة بدلًا من الولاءات الطائفية والعائلية.
دعم الشباب والنساء والأشخاص الذين لم يشاركوا في الحرب الأهلية أو الفساد السياسي.
لبنان بحاجة إلى عمليةِ عدالة انتقالية تشمل محاسبة مجرمي الحرب والفاسدين، وتعويض الضّحايا، وإصلاح المؤسّسات.
ألنظام الطائفي في لبنان يُعيق التغيير، حيث يعتمد الزعماء على ولاءاتٍ طائفيةٍ للحفاظ على نفوذهم.
إلغاء واستبدال الدستور بدستورٍ حديثٍ عصريٍّ يعطي المواطن حقوقه وليس فقط السّياسيين ..
ألفساد المالي والسياسي متجذّر في النظام، ويصعب التخلص منه دون إرادةٍ سياسيةٍ حقيقيةٍ.
لبنان يعاني من تأثيرات التدخلات الإقليمية والدولية التي تعقّد الوضع السياسي.
ألخلاصة، إنّ التخلّص من زعماء الحرب والفاسدين يتطلب وقتًا وجهدًا كبيرًا، ولكن التغيير ممكن إذا توفّرت الإرادة الشعبية والدّعم الدّولي والإصلاحات الجذرية. ألحركات الشبابية والمجتمع المدني يلعبون دورًا محوريًا في هذا التغيير، لكن الطريق طويل ومليء بالتحديات.
ألم يحن الوقت لتُنقذ وطنك وتستعيده من أحزاب الميليشيات؟