طوى العام 2024 أوراقه الأخيرة في لبنان، وسلّم الملفّات العالقة إلى السنة الجديدة، التي تنتظرها تحدّيات كثيرة أمنياً وسياسياً، لعلّ أبرزها الجلسة النيابية لانتخاب رئيس للجمهورية المقرّرة في 9 كانون الثاني.
وبانتظار هذا الموعد، يتوقّع أن يرتفع في الأيّام المقبلة منسوب الحراك الرئاسي، في لبنان، الذي يترقّب أيضاً زيارة للموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، وأخرى لوفد سعودي رفيع المستوى برئاسة وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان.
وتجزم المصادر، بأنّ الهدف الأوّل للزيارتين، ليس التدخّل في تفاصيل العملية الانتخابية وهويّة الرئيس المقبل، ولكن تذكير المسؤولين اللبنانيين بأهمية إنجاز الاستحقاق الرئاسي في الموعد المحدّد، ووضع حدّ لسياسة التأخير والمماطلة.
هذه الرسالة وجّهها مجدّداً البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الذي حذّر نوّاب الأمّة من رهن لبنان لشخص أو لمجموعة، ومن مغبّة تأجيل الانتخاب لسبب أو لآخر، كي لا يفقدوا ثقة اللبنانيين والأسرة الدولية.
بدوره، أمل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأورثوذكس المطران الياس عودة، انتخاب رئيس بإرادة لبنانية، وقناعة لبنانية بشخصه وكفاءته، على أن يكون غربالاً لا يمرّ عبره أي سوء أو فساد، كي يعيد الهيبة إلى الدولة، ويرمّم قنوات التواصل مع الداخل والخارج.
وفي اليوم الأوّل من العام الجديد، تجاهل الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم مجدّداً، ما خَلُصَت إليه الحرب الأخيرة، فقال إنّ "المقاومة مستمرّة وقد استعادت عافيتها ولديها من الإيمان والثّلة المؤمنة ما يمكّنها أن تصبح أقوى".
من جانبه، أشاد المرشد الإيراني علي خامئني، في الذكرى الخامسة لاغتيال قاسم سليماني، بما أسماه "استمرار جبهة الصمود ضد العدو في اليمن وفلسطين ولبنان"، متوعّداً بأنّ "القواعد الأميركية في سوريا ستداس بأقدام الشبّان السوريين".
إلى سوريا، التي لفتت أنظار العالم باحتفالات رأس السنة الحاشدة في ساحة الأمويين بدمشق، فتحوّل العيد فرحتين، الأولى استقبال العام الجديد والثانية التحرّر من نظام الأسد المخلوع.
وفي افتتاح السنة الجديدة، سُجّلت خطوة سياسية لافتة للقيادة السورية الجديدة هي الأولى من نوعها منذ الإطاحة بنظام الأسد، وتمثّلت بزيارة وفد من الحكومة الانتقالية إلى الرياض بدعوة من وزير الخارجية العودية الأمير فيصل بن فرحان. وضمّ الوفد وزير الخارجية أسعد الشيباني ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس جهاز الاستخبارات العامة أنس خطاب.
وتزامن ذلك، مع إطلاق جسر جوّي سعودي إلى سوريا، حيث وصلت أوّل طائرة مساعدات من إمدادات طبية وغذائية وإيوائية إلى مطار دمشق الدولي، على أن ينطلق جسرٌ برّي آخر خلال الأيام القليلة المقبلة، لتقديم الإغاثة العاجلة للشعب السوري.
عالمياً، عاشت الولايات المتحدة الأميركية، يوماً أمنياً دامياً في بداية العام، بدأ بعملية دهس وانتهى بانفجار سيارة.
ففي مدينة "نيو أورليانز" دهس سائق شاحنة حشداً من الناس على هامش احتفالات رأس السنة، قبل أن يترجّل من السيارة ويفتح النار عشوائياً، فردّت الشرطة بالمثل وأردته.
ويشتبه جهاز الـ FBI بأن يكون الهجوم إرهابياً، وهو يتحرّى عن "مجموعة من المشتبه بهم" يحتمل أنّهم متورّطون في التخطيط له.
وفيما كانت السلطات الأميركية منهمكة بالتحقيقات في هجوم "نيو أورليانز"، انفجرت سيارة "Tesla Cybertruck" أمام الفندق الفاخر الذي يملكه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في "لاس فيغاس".
وقد أكدت الشرطة مقتل سائق السيارة وجرح سبعة أشخاص، فيما تتعامل سلطات "لاس فيغاس" مع الحادث على أنّه هجوم إرهابي محتمل