ابن دير الأحمر حيّ يرزق بعد عقود في المعتقلات السورية


في ظل التحولات الكبرى التي تشهدها سوريا مع سقوط نظام بشار الأسد، برزت إلى العلن تفاصيل جديدة حول اللبنانيين المفقودين في السجون السورية منذ سنوات طويلة، حيث تم الكشف عن وجود المعتقل اللبناني كلود حنا ليشع الخوري، ابن بلدة دير الأحمر، في مستشفى صيدنايا.  

وفق المعلومات المتداولة، كان الخوري محتجزاً في سجن صيدنايا طوال عقود من الزمن، وتم إرسال صورته إلى عائلته التي لطالما طالبت بالكشف عن مصيره. هذه الصورة أعادت الأمل إلى أفراد أسرته الذين لم يفقدوا الإيمان بعودته يوماً.  

جهود رسمية مكثفة
على الصعيد الرسمي، بادر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى إجراء اتصال بالأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، ووجه بتفعيل دور "الهيئة الوطنية للمفقودين والمخفيين قسراً في لبنان" التي أُنشئت بموجب القانون 105/2018، وكذلك "لجنة معالجة قضية اللبنانيين المعتقلين في سوريا".  

كما دعا ميقاتي إلى استنفار كافة الجهود المتاحة والتنسيق مع الجهات المعنية، في إطار متابعة قضية اللبنانيين المفقودين والعمل على ضمان عودتهم إلى الوطن، خاصة في ضوء الإفراج عن مئات السجناء من السجون السورية مؤخراً.  

تصعيد عسكري وفتح السجون
ميدانياً، اقتحمت الفصائل المسلحة صباح اليوم عدداً من السجون في مناطق سورية مختلفة ضمن عملياتها العسكرية للسيطرة على مواقع استراتيجية، بما في ذلك دمشق وحمص. وأدى ذلك إلى إطلاق سراح مئات المعتقلين الذين كانوا محتجزين في ظروف قاسية.  

هذه التطورات شكلت ضربة كبيرة للنظام السوري، وأزاحت الستار عن حجم المعاناة التي عاشها المعتقلون، وبينهم لبنانيون ظلوا لسنوات في طي النسيان داخل المعتقلات.  

أمل جديد للبنانيين 
الكشف عن مصير كلود الخوري يمثل بادرة أمل ليس فقط لعائلته، بل لجميع عائلات المفقودين اللبنانيين. هذا التطور يعيد إحياء المطالب الشعبية والرسمية بإنهاء معاناة المفقودين وطي صفحة مؤلمة في تاريخ العلاقات اللبنانية السورية، مع التطلع إلى عودة جميع المعتقلين إلى وطنهم سالمين.

جوسلين جريس _ الاشرفية نيوز