الدكتور جيلبير المجبر: “لبنان أمام مفترق طرق… والإصلاح يبدأ بحكومة خالية من المحاصصة”
حاوره عبر Zoom: جوسلين جرجس – لموقع الأشرفية نيوز
مع الأزمات السياسية والاقتصادية التي يمر بها لبنان، يطرح الكثيرون السؤال: هل يمكن للخطة الإصلاحية التي يُعمل عليها حاليًا أن تنقذ البلاد؟ في مقابلة مع الدكتور جيلبير المجبر، الاقتصادي اللبناني البارز، ناقشنا التحديات التي يواجهها الرئيس المكلف نواف سلام في تشكيل الحكومة، وكيف يمكن للبنان أن يتجنب الوقوع في فخ المحاصصة الطائفية التي أرهقت البلاد لعقود. الدكتور المجبر شدد على ضرورة الإصلاحات الجذرية وأكد أن على الحكومة المقبلة أن تكون خالية من الفساد والمحاصصة لتحقيق التغيير المطلوب.
سؤال: دكتور جيلبير المجبر، لبنان يواجه أزمة سياسية حادة، ورغم الظروف الصعبة، هناك أمل في تشكيل حكومة جديدة. كيف تقيمون أداء الرئيس المكلف نواف سلام في هذا السياق؟
الدكتور جيلبير المجبر: نواف سلام يواجه تحدّيات غير مسبوقة، ولكن إذا كان هناك رجل قادر على قيادة لبنان نحو التغيير فهو بلا شك نواف سلام. المهم الآن هو الخروج من دائرة المحاصصة الطائفية التي دمرت النظام اللبناني. على الرئيس المكلف أن يتخذ قرارات جريئة ويضع نصب عينيه مصلحة لبنان بعيدًا عن الضغوطات الحزبية. إذا نجح في تشكيل حكومة لا تخضع لهذه المحاصصات، فسيكون قد فتح بابًا لتغيير جذري في الطريقة التي تدار بها الدولة.
سؤال: ملف وزارة المال يشكل أحد العوائق الكبرى في تشكيل الحكومة، كيف تقيمون موقف الرئيس المكلف من هذا الملف؟
الدكتور جيلبير المجبر: موقف الرئيس المكلف نواف سلام في هذا الملف هو موقف مبدئي ووطني. “التوقيع الثالث” هو بدعة دستورية لا يمكن أن تستمر. لا يجوز أن يكون لوزير المال صلاحيات تضاهي صلاحيات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. أي شخص يتولى هذه الوزارة يجب أن يتحمل مسؤوليته دون أن تُمنح له سلطات تتجاوز مهمته. يجب أن يتمتع كل وزير بصلاحيات واضحة ومحددة وفقًا للدستور. ليس هناك مكان في لبنان لحكومة تقوم على أساس حصص طائفية أو شخصيات موازية للرئاسات الثلاث.
سؤال: ولكن في ظل الضغوط السياسية والعوامل الخارجية، هل تتوقع أن ينجح الرئيس المكلف في تجنب التنازلات؟
الدكتور جيلبير المجبر: لبنان يعاني من أزمة حقيقية تتطلب الشجاعة والقدرة على اتخاذ قرارات صعبة. الرئيس المكلف نواف سلام يمتلك رؤية واضحة وهو على دراية بتحديات هذه المرحلة. إذا تمسك بمبادئه ورفض الانصياع للضغوط، فإنه سيكسب تأييد الشعب اللبناني الذي يطمح إلى التغيير. يجب أن نتوقف عن ممارسة هذه السياسة المترسخة في المحاصصة الطائفية لأننا بذلك نزيد من تعميق الأزمة. الرئيس سلام يمكنه أن ينجح إذا قدم حكومة كفؤة ونزيهة تلتزم بالتوجهات الإصلاحية.
سؤال: ما الذي يجب على الرئيس المكلف فعله كي يحصل على الدعم الدولي؟ وهل هذا الدعم كافٍ إذا لم تُنجَز الإصلاحات من الداخل؟
الدكتور جيلبير المجبر: الدعم الدولي مهم لكنه ليس كافيًا. لن يدعم المجتمع الدولي لبنان إذا لم نبدأ نحن أنفسنا بالإصلاحات. يحتاج الرئيس المكلف إلى إقناع المجتمع الدولي بأن الحكومة التي يسعى لتشكيلها ستعمل على إصلاحات جادة وشفافة. إذا أظهر لبنان قدرة حقيقية على الإصلاح، فإن الدعم الدولي سيكون حليفًا قويًا. ولكن إذا لم تكن هناك إرادة لبنانية حقيقية للإصلاح، فلن يكون الدعم الخارجي كافيًا لتحقيق التغيير الفعلي.
سؤال: في ظل هذا الواقع، كيف ترى دور الشباب اللبناني في هذه المرحلة؟
الدكتور جيلبير المجبر: الشباب هم الأمل الحقيقي للبنان. الشباب اللبناني اليوم أكثر وعيًا واهتمامًا بمستقبلهم، وهم يعبرون عن رغبتهم في التغيير. عليهم أن يتوحدوا ويجتمعوا حول القيم الوطنية بعيدًا عن الانقسامات الطائفية. إذا تمكنا من تكوين جبهة شبابية قوية تدعم الإصلاحات، ستكون هي القوة المحركة لتغيير النظام.
خاتمة:
أشكر موقع “الأشرفية نيوز” على هذه الفرصة الرائعة، وأتمنى لكم النجاح المستمر في نشر الحقيقة وإيصال صوت المواطن اللبناني الباحث عن التغيير. لبنان يحتاج إلى إعلام حر وموضوعي يساعد في بناء وعي جماهيري يدفع نحو الإصلاح الحقيقي.