هل المقاومة إلى النهاية؟



د. ليون سيوفي 
باحث وكاتب سياسي 
ألمقاومة استمرّت على مدار عقودٍ لأنّها كانت مرتبطة بقضيةٍ شعبيةٍ كبرى، وهي تحرير الأرض وتحرير القدس وحماية الكرامة.
ألمقاومة كانت مرتبطة بشخص سيّدها نصرالله لكن بعد استشهاده انتهت المقاومة .. 
وما يفعله أمينها العام بخطاباته الجديدة لا يدلّ على استمراريتها... 
فتراجع الدّعم الشعبي لها بسبب أخطاءٍ لم تكن مدروسة، وشعور الناس بأنّ المقاومة باتت عبئاً بدل أن تكون درعاً، فهذا يعني أنّ إحدى الركائز الأساسية تتآكل.
ألمقاومة التي تمتلك مشروعاً واضحاً وأهدافاً استراتيجية قادرةً على الاستمرار رغم التحديات، لكن إن شعر الناس أن قراراتها باتت ارتجالية أو غير مرتبطة بمصلحة الوطن، فذلك يشير إلى ضعفٍ في القيادة والتخطيط كما يحصل اليوم ..
ألمقاومة لم تعمل في فراغٍ، بل كانت جزءاً من صراعٍ إقليميٍ ودوليّ. 
إذا تغيّرت المعادلات بشكلٍ لا تستطيع المقاومة التأقلم معه، فقد تواجه صعوباتٍ في الحفاظ على مكانتها.
ألقدرة على النقد الذاتي والإصلاح تفتقده قيادة المقاومة الإسلامية في لبنان فإن لم تستطع المقاومة مراجعة نفسها، والاستماع لانتقادات الداخل، فإنّ أخطاءها قد تتراكم لتصبح تهديداً وجودياً.
ألإصلاح الداخلي هو شرطٌ أساسيٌّ لاستمراريتها لكن هل لديها مشروع جديد؟
اأمقاومة لا تزال تمتلك بعض مقوّمات الاستمرارية، لكنّها بحاجةٍ ماسّةٍ لإعادة بناء الثقة الشعبية، وتوضيح رؤيتها للمستقبل، وإظهار قدرتها على حماية الناس وليس فقط المقاومة ككيان.
إذا كانت قيادة المقاومة تعي أنّ استمرارها مرهونٌ بثقة الشعب ودعمه، فقد تكون لديها الدافعية لإجراء إصلاحاتٍ جوهرية، سواء على مستوى الخطاب أو الاستراتيجيات أو حتّى بناء العلاقة مع الداخل اللبناني.
وإن استمرّت كما هي اليوم فنهايتها هل ستكون حتمية؟