Achrafieh News 📰
دائرة العلاقات السياسية – قسم الإعلام
فخامة رئيس الجمهورية جانب الرئيس المكلف
عندما تبوأتما مركز القرار في الجمهورية اللبنانية كانت تخيم على جمهوريتنا أجواء من القلق المصيري نتجية الفراغ المتمادي في الأجهزة الرسمية للجمهورية ويتمحور هذا القلق حول عدة محاور أذكر منها : قلق على سيادة الجمهورية – قلق على وحدة المؤسسات الدستورية – قلق على النظام الديمقراطي – قلق على التوافق الوطني وخطر الإنقسامات ... ويتعاظم هذا القلق بسبب ما نتعرض له من أخطار بسبب المشاكل التي أفرزتها سياسة عدم الإمتثال للنظام الديمقراطي ولأحكام الدستور وهذا ما أعقب من تطورات محلية – إقليمية – دولية أوقعت الجمهورية بكافة مؤسساتها والشعب في حلبات عنف وتكاد تخرب كل مقومات جمهوريتنا العزيزة على قلوبنا .
في ظل هذه الظروف الدقيقة والخطيرة إنتخبتم لرئاسة الجمهورية ولتشكيل حكومة العهد الأولى ، وإنني على يقين أنكما أقسمتما اليمين على المحافظة على إستقلال الجمهورية والمحافظة على سلامة أراضيها وسيادتها كما إحترام الدستور ، وفي ظلها على ما نلمس بدأتما الخطوات الأولى في مسيرة تشكيل الحكومة . إنني ومن خلال ما لمستْ من بعض الزائرين الذين إلتقيتهم هنا في دارتي تبدو المسؤولية محفوفة بالمخاطر قياسا على الظروف التي تستجد من خلال بعض العراضات التي تحصل في بعض المناطق بقصد الإرهاب والعرقلة والتي أسفرت عن غليان يطوف في كل المناطق اللبنانية إلى حدود التوتر المتعاظم داخليا وإقليميا ودوليا. كل هذه الأمور تشي بالعرقلة وتأخير التشكيل .
وجودكم أيها الرئيسان هو بمثابة قبول التحدي وباشرتما على الفور العمل في سبيل إستعادة الدولة من بعض خاطفيها وإستعادة وحدة الشعب من حالات التشرذم القائمة والتي تقض مضاجعه ، تعملون وسط حقول من الألغام السياسية – الأمنية – الإقتصادية المالية – الإجتماعية ، ووسط إنقسامات حادة في جسم المكونات السياسية الموجودة في سدة المسؤولية أقلها الإنقسام الظاهر في عملية تشكيل الحكومة ونهضة العهد ... وكلها معارك يقودها تجار السياسة عندنا وهي معارك عبثية إتخذت من عملية تشكيل الحكومة ملجأ للمراهنة على أوهام وعلى متغيرات في بعض الموزاين بهدف عرقلة مسيرة العهد وإطاحة مضمون خطاب القسم والنية السليمة لكلاكما من أجل الوطن والشعب .
الأجواء التي تصل إلينا تباعا وهي أجواء سلبية وحتما ستؤثر على نيتكما الصادقة في تركيز دعائم الدولة والعهد الجديد والمساهمة في إتخاذ القرارات المصيرية المتعلقة بإدارة الجمهورية وبتثبيت أركان وحدة الدولة وإعادة الإعتبار للمؤسسات الدستورية كافة. ولم تتركا في هذا السبيل أي مجال للفراغ الدستوري ، كما أصريتما بعد عملية الإنتخاب على إصدار التكليف وعملتما عبر الإستشارات إلى خوض معركة إنقاذ الجمهورية واللبنانيين من هذا الدمار السياسي القاتل بالتنسيق بينكما ومع الأشقاء العرب ومع المجتمع الدولي مساهمين في عملية الإستقرار المنشودة وإنجاح مسيرة العهد الواعدة رغم العراقيل التي يضعها بالمباشر أو غير المباشر ساسة الأمر الواقع .
التاريخ سيشهد أن الخطوات التي تقطعونها في مسيرتكما هي كبيرة ومهمة ، وهي قياسا على حراجة المرحلة المحلية والإقليمية والدولية وتحدياتها وقياسا على العرقلة المتعمدة التي أوقعتها هذه السياسة المنتهجة العملية وكل الأطراف السياسية هي أكبر من أي مجهود تبذلونه للخير خصوصا عندما ننظر إلى المماحكات والمطالب التي تصدر عن ساسة الأمر الواقع لناحية المشاركة في الحكومة فعلا صدق وقل المثل : "إللي إستحوا ماتوا " ، يهدرون الوقت ويفبركون حالات عصيان ونزاعات مدرجة في سلّم التعطيل على بناء الدولة . رسالتي لكم من أرض الغربة رسالة وفاء لمرجعيتين هما في مستوى العطاء ورسالة تقدير لجهودكما الصعبة في هذه المرحلة الصعبة ، إنني أحثكما على المواصلة في موقع مسؤوليتكما وإنني وفريق عملي من الداعمين والله وليّ التوفيق .
الدكتور جيلبير المجبِّرْ
فرنسا في 29 كانون الثاني 202