د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي
بعضها يتعلّق بطبيعة تلك المنصّات نفسها، وأخرى تتعلّق بعوامل اجتماعية ونفسية وبسهولة الاختباء وراء الشاشة.
ألإنسان خلف شاشة هاتفه أو جهازه يشعر بحرّيّةٍ أكبر للتّعبير بشكلٍ سلبيّ لأنّه بعيد عن المواجهة المباشرة.
فالبعض يفقد الشّعور بالمسؤولية عند التواصل عبر الإنترنت، وكأنّ الكلمات لا تحمل وزنها الحقيقي.
قد يستخدم البعض الشّتائم كوسيلة للتّفريغ عن مشاعر الغضب أو الإحباط، خاصةً إذا كانوا يعانون من ضغوطٍ نفسيةٍ أو عاطفيةٍ.
ألمؤسف في بعض الأحيان، يلجأ الأشخاص إلى السّلوك العدواني والشّتائم لجذب الانتباه أو زيادة التّفاعل على منشوراتهم ظانّين أنّهم بهذه الطريقة يلفتون انتباه القرّاء.
إذا كان الشّخص محاطًا بثقافةٍ أو بيئةٍ تعزّز السّلوك العدواني أو الشّتائم، فقد يتبنّى هذا السّلوك كأمرٍ طبيعيٍّ.
قد يلجأ الشّخص في بعض الأحيان إلى الشّتائم لإرضاء جمهورٍ معيّنٍ أو لإظهار الولاء لمجموعةٍ ما او طائفةٍ ينتمي إليها.
منهم من يستخدمون الشّتائم كوسيلةٍ لإهانة الآخرين أو إظهار التّفوّق عليهم، خاصّةً في النّقاشات الحادّة.
وأغلب الشّتّامين يفتقرون إلى المهارات الاجتماعية المناسبة للتّعبير عن أنفسهم بشكلٍ لائقٍ.
ومنهم من يستعملون ثقافة الاستفزاز والانفعال. ألمنصّات أصبحت مكاناً للنّقاشات الحادّة، ممّا يؤدّي إلى الاستفزاز والرّدود الغاضبة بدل الحوار الهادئ.
هناك من يحاولون البحث عن الشّهرة والتّفاعل فبعض الأشخاص يرون أنّ التّصرّف العدواني يجذب المتابعين أو يجعلهم حديث النّاس للأسف.
كثيرون يستخدمون الشّتائم كتنفيسٍ عن الغضب أو الإحباط الذي يعانون منه في حياتهم الواقعية.
ألسؤال الّذي يحيّرني هل الشّتم دليلٌ على الفهم؟
أقول لمن يتّخذ الشّتائم وسيلةً ليُرضي نفسه بالعكس، فالشّتم غالباً ما يعكس ضعف القدرة على التّعبير والحجّة، ألإنسان الفهيم هو من يستطيع الرّدّ بحكمةٍ وهدوءٍ حتى في مواجهة الاستفزاز.
من المهم أن نتذكّر أنّ الشّتائم والإساءة يمكن أن يكون لهما تأثير سلبي كبير على الأفراد والمجتمع، وأنّ تعزيز الحوار البنّاء والاحترام المتبادل هو الطريقة الأفضل للتّفاعل مع الآخرين...
إخوتي بالإنسانية والوطن تعلّموا فنّ الحوار قبل أن تَشتِموا لِتُشتَموا ...
روّقوها يا شباب ...