عُقدت في مقر منظمة اليونسكو بباريس جلسة معلومات خاصة بلبنان، بناءً على طلب بعثة لبنان لدى اليونسكو، وبحضور الدول الأعضاء. هدفت الجلسة إلى عرض خطة الدعم التي أعدتها المنظمة لدعم لبنان، استنادًا إلى القرار الذي أقره المجلس التنفيذي لليونسكو في أكتوبر الماضي، والذي يركز على دعم لبنان في قطاعات التعليم والإعلام وحماية الصحافيين ، حماية المواقع الأثرية والتراث اللبناني.
شارك في الجلسة نواب المديرة العامة لمنظمة اليونسكو لشؤون التعليم والإعلام والثقافة والعلاقات الخارجية، وهم: ستيفانيا جيانيني، إرنستو أوتوني، توفيق جلاسي، وفيرمين ماتوكو، حيث قدموا عرضًا مفصلًا لخطة الدعم والمبلغ المالي المطلوب من الدول المانحة لتنفيذ هذه الخطة والبالغ 18.9 مليون دولار أميركي. كما شاركت في الجلسة السيدة كوستانزا فارينا، مديرة مكتب بيروت، التي قدمت إحاطة شاملة عن عمل المكتب، خاصة خلال العدوان الأخير.
ألقى السفير مصطفى أديب، مندوب لبنان لدى اليونسكو، كلمة شكر فيها المنظمة والدول الأعضاء على دعمهم المستمر للبنان، مؤكدًا أهمية تنفيذ خطة الدعم المقترحة لتعزيز صمود القطاعات الحيوية في البلاد. كما كانت هناك مداخلات لكل من سفراء بولونيا، مصر، قطر، الإمارات، فلسطين، ألمانيا والاتحاد الأوروبي الذين أكدوا حرص بلادهم على دعم لبنان. كما أعلنت مندوبة فرنسا عن تخصيص مبلغ مئة ألف يورو لدعم الخطة.
تأتي هذه الجهود في إطار حرص اليونسكو والمجتمع الدولي على حماية التراث الثقافي اللبناني، خاصة بعد التهديدات التي تعرضت لها المواقع الأثرية نتيجة النزاعات المسلحة. ففي نوفمبر 2024، حذرت اليونسكو إسرائيل من استهداف الآثار اللبنانية، مشددة على أن ذلك يشكل انتهاكًا خطيرًا لاتفاقية لاهاي لعام 1954، وقد يفتح الباب أمام إمكانية الملاحقة القضائية.
يُذكر أن اليونسكو وافقت في اجتماع استثنائي عُقد في باريس في 18 نوفمبر 2024 على حماية 34 موقعًا أثريًا لبنانيًا، استجابةً لجهود مكثفة بذلها لبنان والمجتمع الدولي لحماية تراثه الثقافي.