قبل أن تطعن الحقيقة بخنجـر العمالة والمصالح الخاصة


دائرة العلاقات السياسية – قسم الإعلام 
ما يحصل اليوم هو طعن للعهد وللحقيقة وقد طعنوها بخناجر العمالة والحقد والتضليل وسيلفونها بأكفان المسايرة والتمويه والكذب والرياء وبيع المواقف وإستغلال الناس لا بل محاولة قتله عمدا وبأعصاب باردة كي يحافظوا على مراكزهم . ما يحصل يجعلنا نستدرك أن مجرى الأحداث التاريخية لم تعلمنا من دروسها أية عبرة ، فكانت الحلول مشاريع على حساب السيادة الوطنية وعلى حساب المؤسسات الدستورية الشرعية وعلى حساب الشعب . إنّ القرار اللبناني ليس ملكا للمسؤولين بل هو لمن توّلوا الهيمنة على لبنان والمسؤولين هم مجرد دمى وسخة .
علمني أبي وعلمتني أمي أن أكون توأم الحقيقة ولا أسعى يوما إلى الهروب منها وعلموني أن أكون شاهدا للحق على ما ورد في الكتاب المقدس " تعرفون الحق والحق يحرركم " إنجيل يوحنا الفصل الثامن الآية 32 ، علّموني أن أسعى للحقيقة مهما كانت التضحيات جسيمة فصرتُ وفريق عملي "المدافعين عن الحق " في وجه الطغيان والتسييس والعمالة . شعاري في الحياة المحافظة على السيادة الوطنية مهما غلت التضحيات وسمت الشهادة ، رغبتُ المحافظة على السيادة الوطنية دون أي إلتزام حزبي أو عقائدي على ما هو حاصل في لبنان اليوم .
ما حصل في اليومين الماضيين على أرضنا المقدسة التي تحتضن رفات الشهداء – القديسين – الأباء – الأمهات – الأبطال هو حدث ماكر إعتقد مخططوه أنهم سيسلكون طريق مماطلة وعرقلة العهد في بداية مسيرته ، خاصة أن برنامجهم السياسي المتصف بالعمالة والنكد السياسي والغوغائية هو وفقًا للقانون جريمة شائعة قاتلة للوطن ولمؤسساته وللشعب وللسيادة الوطنية وعرقلة لإنسحاب قوات العدو من الجنوب اللبناني . إننا مع العهد مهما كانتْ الظروف ومع تشكيل حكومة منسجمة لا تضم هؤلاء الخونة والعملاء وتجار الدم ... إن تصرفاتهم والحقيقة خصمان عنيدان .
ما يحصل من تعدي على القرار الوطني ومن تسييس لأمر مرفوض قد دفع لبنان أثمانا باهظة ديّة جريمة تجيير السيادة وها هي إسرائيل تحتل جزءا من أرض الجنوب وتدمر وتطلق النار وتعتدي على الأبرياء والسكان الأمنين وعلى الجيش وعلى السيادة الوطنية وعلى وثيقة وقف إطلاق النار ، وإعتدائها ليس مبررا ، كما أن الدولة اللبنانية مقصرة لناحية تنفيذ بنود وثيقة وقف إطلاق النار وهذا الأمر جعل سلطة الأمر الواقع تستغل ضعف الدولة وراحت زاحفة إلى الجنوب لتستكمل مسيرة العمالة ولإبقاء العدو في أرضنا كي تبقى مسيطرة على الأرض وبصريح العبارة كي يبقى الجنوب والجنوبييون أداوت في أيدي هذه العصابة المسلحة التي تدّعي المحافظة على السيادة بينما هي عمليا تهدر دماء الجنوبيين وتسعى جاهدة لإبقاء العدو يحتل قسما من أرضنا ...
في هذه الحالة أيها الإخوة سيظل لبنان يدفع الثمن الباهظ إلى أن يأتي حكام يتصالحون مع القانون ، ويتصالحون مع الضمير والعقل ويحكمون بالعدل لا بالعمالة . قد زرت اليوم أحد الدبلوماسيين الفرنسيين والأميركيين وقد عرجت على مركز الأمم المتحدة وتكون لدي فكرة أنّ قناعاتي هي الحقيقة وهي المنطلق لكل الأمور التي من الواجب حلها لنتمكن من إحراز تقدم في تطبيق وثيقة وقف إطلاق النار ، وهذا التقدم يتطلب تشكيل حكومة منسجمة تضم إختصاصيين من كل الإختصاصات ، لا أن يسعى إلى دخولها ساسة الفكر العاق والعملاء ليُفسدوا عملها ... ولعل أسوأ ما يُمكن أن يبتلى به الشعب اللبناني على ما قاله لي المسؤول الدبلوماسي الأممي " أن يصبح قول الحقيقة عندكم قضية شائكة صعبة المنال ، فإذا أغمضتم عيونكم تصبحون كالأعمى التائه بينما تظل الحقيقة محتفظة بقدسيتها وكرامتها ولا بد لكم كقادة رأي مستقلين من العودة إليها إن شئتم التقدم والتطور والإطمئنان فلماذا لا تنطلقون وتقفون في وجه طغاة اليوم ؟" . وقبل أن تطعن الحقيقة بخنجر العمالة علينا إيقاف هذه المسرحية الدموية.
 الدكتور جيلبير المجبِّرْ