د.ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي
نجاح رئيس الحكومة في تعيين الوزراء من خارج الأحزاب ومواجهة نفوذها لن يكون بهذه السهولة ومن المعروف أنّ معظم الأحزاب التقليدية تسيطر على المجلس النيابي، وهي التي تمنح الثقة لأيّ حكومة، هذا يجعل من الصعب على نواف سلام أن يُشكّل حكومةً مستقلةً تماماً دون تسوياتٍ معها وقد يضطرّ إلى تقديم تنازلاتٍ للأحزاب لضمان تمرير حكومته، ممّا يهدّد استقلاليتها.
فأيّ تسوية مع الأحزاب قد تُفقده مصداقيته أمام الشارع الذي يتوقّع ولادة حكومةٍ مستقلةٍ.
في المقابل أغلب المواطنين يرون أنّ أيّ حكومة متّصلة بالأحزاب التي ساهمت في تدمير لبنان لن تكون مقبولةً، حتى لو كان دولته شخصيةً تحظى بقبولٍ نسبيٍّ.
فلذلك إذا شكّل حكومةً يسيطر عليها نفوذ الأحزاب التقليدية كالعادة، فمن المحتمل أن يواجه هو ورئيس البلاد رفضاً شعبياً واسعاً والثوار لن يمنحوا فرصةً لحكومتهم قد تُعتبر امتداداً للنظام الفاسد، وسيطالبون بإسقاطها.
تصعيد الاحتجاجات بشكلٍ جديٍّ وواقعيٍّ هذا ما سينتظره العهد فالشارع قد يشهد مظاهراتٍ واسعةٍ وإغلاق طرقاتٍ للضغط عليه وعلى الحكومة لإسقاطها.
تحدّيات شرعية في انتظاره وسيكون من الصعب على حكومته كسب ثقة الشارع، حتى لو نالت ثقة البرلمان.
سيواجه ضغوطاً من الناشطين والاعلاميين بشكلٍ قاسٍ..
ألثوار يرون أنّ لبنان بحاجةٍ إلى حكومةٍ مستقلةٍ تماماً عن الأحزاب التقليدية، ولديها القدرة على تنفيذ إصلاحاتٍ جذريةٍ، بعيداً عن النفوذ السياسي الذي أوصلهم الى اقتصادٍ شبه صفر .
إذا كان دولته ورئيس الجمهورية لديهما إرادةٌ صلبةٌ، ورؤيةٌ واضحةٌ للإصلاح، مع شبكة دعم دولية كما يُقال عنهما، فقد يتمكّنا من فرض نفسهيما، لكن هذا يتطلّب مواجهةً مباشرةً مع الطبقة السياسية، وقد يؤدّي إلى صراعٍ طويلٍ ، هل هما مستعدّان لها ؟
إختيار وزراءٍ مستقلّينَ بالكامل يعني أنّ عليهم أن يكونوا بعيدين عن تأثير الأحزاب، لكن هذا قد يؤدّي إلى مواجهاتٍ مباشرةٍ مع البرلمان وتعطيل عمل الحكومة، هل يمكن أن يتحمّلا هذا الصّراع المنتظر ويتجاوزا نفوذ الأحزاب؟
ألتحدي الحقيقي أمامهما هو بإيجاد شخصياتٍ مستقلّةٍ ذات كفاءاتٍ وقبولٍ شعبيٍّ يمكنها العمل دون خوف وضغوط.
هل هما مستعدّان لها؟