ألعماد تحت المجهر الدولي في مواجهة الحزب !!!!

Achrafieh News 📰


د. ليون سيوفي _ باحث وكاتب سياسي

ألعلاقة بين الحزب والجيش لطالما كانت معقّدة، إذ يعتمد الطرفان على توازنٍ حسّاسٍ، ألجيش يُعتبر مؤسسة سيادية رسمية، بينما الحزب يحتفظ بما تبقى له من سلاح وقوته تحت شعار “المقاومة”.
لكن تطورات الوضع الحالي قد تضع هذا التوازن في اختبارٍ صعب.
مواجهة مباشرة بين حزب الله والجيش اللبناني تبدو غير مستحيلة في ظل التوترات المتصاعدة بين الطرفين. 
فالعوامل التي قد تدفع نحو المواجهة والتوترات بشأن تنفيذ القرار 1701، إذا أصر الجيش اللبناني على تطبيق قرارات نزع السلاح جنوب الليطاني وضبط مستودعات الأسلحة بشكلٍ كاملٍ، ورفض الحزب ذلك، فقد يؤدّي ذلك إلى تصادمٍ مباشر.
ألضغوط الدولية وخاصة الولايات المتحدة وفرنسا، قد تدفع الجيش لاتخاذ خطواتٍ حازمةٍ لضبط الأمن والسيادة اللبنانية، مما قد يضع الجيش في مواجهة غير مباشرة مع الحزب.
ألدور الأمني الذي يلعبه وفيق صفا قد يُعتبر تحدياً لدور الجيش كجهةٍ وحيدةٍ مخوّلة بتنفيذ القرارات الأمنية، ما قد يُفاقم التوترات.
ما حدث في اللقاء بين صفا وقائد الجيش اللبناني العماد عون يعكس بوضوح حالة التوتر والضغوط السياسية والعسكرية التي يعيشها لبنان في الوقت الراهن. محاولة صفا فرض إملاءات على قائد الجيش وتقديم حلولٍ جزئيةٍ تتعلّق بتسليم الأسلحة، مع الحفاظ على مخزونٍ كبيرٍ للمقاومة، تُبرز التحدي المزدوج الذي يواجهه لبنان، ألحفاظ على سيادة الدولة وتنفيذ القرارات الدولية، مع الحفاظ على سلاح المقاومة الذي يمثّل أحد أهمّ أسس القوة بالنسبة لحزب الله.
فرفض قائد الجيش، جوزف عون، لِمطالب صفا وإصراره على تنفيذ قرار وقف إطلاق النار بالكامل يُظهر رغبة الجيش في الحفاظ على الحياد والالتزام بالاتفاقيات الدولية رغم الضغوط. 
ألإشارة إلى توقيع الحكومة اللبنانية بكامل أعضائها على الاتفاق، بما في ذلك وزراء حزب الله، تُبرز تعقيدات الموقف.
من جهة، الحكومة اللبنانية ملزمة بتطبيق قرارات الدولة ومؤسساتها، ومن جهةٍ أخرى، هناك مصالح حيوية للحزب تتطلب الحفاظ على سلاحه في مناطق معينة لأغراض المقاومة.
كما أنّ تدخّل أحمد البعلبكي كمبعوثٍ لرئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يسعى إلى تهدئة الموقف، يسلّط الضوء على الدور المركزي للثنائي الشيعي في تشكيل السياسات اللبنانية، وفي الوقت نفسه يعكس التوازن الصعب بين الالتزام بالاتفاقات الدولية وحسابات الحزب المحلية والإقليمية.
هل الجيش اللبناني قادرٌ على تنفيذ هذا القرار بحزمٍ في مواجهة الضغوط السياسية والعسكرية المتزايدة؟ وهل يمكن للحزب أن يرضخ لهذه المعادلة أم سيبحث عن طرقٍ للالتفاف على تنفيذ الاتفاق؟
فأي تصعيدٍ مفاجئ، أو قرارٍ دولي يفرض ضغوطاً أكبر على الجيش، قد يؤدي إلى مواجهة وربما محدودة، وإن كانت غير مرجّحة في المدى القريب.
حزب الله يدرك أنّ أي مواجهة مع الجيش اللبناني ستكلّفه كثيراً على صعيد الشرعية الشعبية، وهو لا يرغب بفقدان دعم شريحة من اللبنانيين الذين يرون الجيش كمؤسسة وطنية.
هل الجيش بقيادة العماد عون يمكن أن يستمر في اتخاذ المواقف الصارمة تجاه الحزب ويغيّر بالمعادلة "جيش شعب ومقاومة "، أم أنّ التفاهمات ستظل تحكم العلاقة بينهما؟ 
إعادة بناء الدولة بمؤسّساتها أقوى من أي حزبٍ أو شخصيّة. 
لا يمكن لأي بلدٍ أن يستعيد استقراره إذا كانت هناك قوى خارجة عن القانون أو تتجاوز الدولة.
ألمطالبة بالمحاسبة الشاملة سواء كان وفيق صفا أو أي شخصٍ غيره، فيجب أن تكون المحاسبة الوطنية على قاعدة الولاء للوطن وليس للجهات الحزبية.. 
نعم للجيش وقيادته " كلّنا معك "