القضية اللبنانية في مهب الريح




 الدكتور جيلبير المجبِّرْ

من دواعي إعتزازي وفخري وبمعية رفاق النضال تخصيص فترات للنضال نسعى من خلالها شرح واقع الأزمة اللبنانية المستفحلة على كل الصعُدْ لقضية وطنية باتتْ منسيّة من قبل الذين يُمارسون السلطة ، فترات النضال التي نخطوها خطوة خطوة هي حتمًا وحصريًا التركيز على إثبات العدالة في مطالبتنا بوطن سيد حر مستقل تحميه قواه الشرعية ولا أحد يتدخل في شؤونه الأمنية والسياسية وطن تسوده العدالة الإجتماعية وحُسنْ الجوار وفقًا للقانون الدولي الذي يرعى العلاقات بين الدول.

من هنا نسعى وبكل ما أوتينا من جهود إيلاْ أهمية خاصة للمواضيع التي تعنينا كلبنانيين " الجمهورية اللبنانية وسيادتها التامة وعلاقتها مع محيطها العربي والدولي" ، ولن نألوا أي جهد لإحقاق الحق لأنّ القضية اللبنانية والحق أكثرية . إنّ القضية اللبنانية بمقدار ما هي قضية قومية وطنية عربية دولية هي قضية قانونية وقضية حضارية لأن لبنان عضو في جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة وفعليا تجوز عملية الإتكال على هذين الرمزين في نضالنا الوطني الصرف .

نحن مجموعة من المثقفين والأكاديميين ورجال الفكر والمغتربين والمقيمين نخوض معركة نضالية ضد سلطات الأمر الواقع ولن نأبى لا السجون ولا الأحكام التعسفية ولا المواقف الإعتباطية التي تطلق من حين إلى حين . نضالنا هو أكثر من حرب ضد غزو هذه الطبقة الفاسدة السارقة الرعناء ، إن صراعنا هو تحـدٍ وجودي حضاري وحرب نعم حرب عادلة وبهذا المعنى ، نحن نعتبر أنّ الإنتصار " إنتصار الشرفاء " هو إنتصار لحركة التحرر اللبناني وللحضارة اللبنانية وللعدل الرحوم .

سياسيا ، تاريخيا ، علّمتنا الأيام وصفحات التاريخ المجيدة بأن كل صِراع يستظل الحق ينتهي إلى حـلٍ ما والحل النضالي الذي نرجوه هو "تحرير لبنان من سطوة الميليشيا والوصاية " كما محاكمة الطبقة السياسية الحاكمة حاليًا وإحالتها إلى القضاء المختص ليُبنى على الشيء مقتضاه " ... إنّ الوضع القائم اليوم زائل حتما ... وليلعم القاصي والداني أنّ الخضوع لمنطق موازين القوى الحالية أمر غير موجود في قاموسنا ، وقاموسنا صفحاته صفحات حرية وكرامة وعزة نفس وعنفوان "وما حدا بئا يجربنا لا الخوارج الحاليين الطارئين ولا الدجالين ".

أمام معضلة التوفيق بين مثالية القانون وواقع السياسة المحلية المنتهجة من قبل هؤلاء الأوغاد يجدر بنا أن نتساءل إلى أي حد يمكن إعتماد العفة في السياسة مع هؤلاء الكذبة ، إلى أي مدى يجب أن نبقى ساكتين مكتوفي الأيدي . ألم يُلاحظ الإكليروس المسيحي والمُسلم أن اللبناني وصل إلى حافة الإنهيار الكُلي ؟ ألم يلاحظ الإكليروس المسيحي والمسلم أن لبنان بات جمهورية منهارة سليبة الإرادة ، والإكليروس لا يحرك ساكنا ... بصريح العبارة لستم معفيين من الجرم القائم وللحقيقة إنكم شركاء في جريمة ضرب مقومات الجمهورية .

إجتماعاتنا مع السلك الخارجي ومع عواصم القرار تظل مساهمة نظرية ومتواضعة وموازية لألاف الدراسات التي تعدها الجمعيات الفكرية والإجتماعية ومنها نحن والتي تهدف إلى معالجة القضية اللبنانية من كل الزوايا : السياسية – الدبلوماسية – العسكرية الإجتماعية ، إن محاولاتنا ستنجح بإذن الله لأننا أصحاب حق ومناضلون شرفاء .

ليعلم الجميع أنّ إستراتيجيتنا النضالية بنيناها على قاعدة عدم التهاون مع السلطة القائمة ، وعلى إستعمال كل الحلول لفرض حل نحن نريده لا غيرنا وتتوسل إجتماعاتنا الطابع السياسي الوطني الصرف ونحن نعتبر أن أي حل للقضية اللبنانية يبدأ بحل دولي يمنع أي تدخل في الشؤون اللبنانية ويمنع أي تدخل إقليمي مع أي مكون لبناني .

إنّ البطل الحقيقي هو الشعب اللبناني العملاق ، هذا الشعب الذي يخوض مواجهة داخلية مع سلطات الأمر الواقع وفي كل مكان وليعلم هؤلاء أن الشعب مصدر السلطات وصاحب السيادة وله القرار الفصل في كل شيء ، ولن تبقى القضية اللبنانية في مهب الريح مع سواعد تحمي السيادة الوطنية وأيادي تُكبِّرْ وأيادي تصلي السبحة نهارا وليلا .