أبرز ما تناولته الصحف الصادرة اليوم الخميس ٢٢/٠٨/٢٠٢٤

 


كتبت النهار:


كلما ارتفعت حدة التصعيد على جبهة الجنوب، بدت فرص التوصل إلى اتفاق على وقف النار وتبادل الأسرى أقل، خصوصاً إذا ما أُخذ في الاعتبار توقف المفاوضات التي بدأت في الدوحة، من دون أي أفق محدد بالزمان لموعد استئنافها في القاهرة، مع مغادرة وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن العاصمة القطرية خالي الوفاض. رغم كل الثقل الذي تضعه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في مقترحه الأخير لسد الفجوات لإنجاحه كآخر ورقة يمكن أن تصب في رصيد مشترك للرجل المغادر بعد أشهر قليلة، والمرشحة الديموقراطية كاميلا هاريس، التي تواجه إلى جانب التحديات الداخلية للملفات التي تؤرق الأميركيين، ملف السياسة الخارجية وإحدى خواصرها الضعيفة الشرق الأوسط، حيث يمكن لإنجاز كهذا أن يعزز نقاط قوتها في العبور إلى البيت الأبيض، فإن هذه الإدارة لن تتراجع عن استكمال مساعيها، انطلاقاً أولاً من حرص جدي جداً على التهدئة ووقف النار، ومن خشية من أن تبدو الولايات المتحدة، في موقع ضعف إذا فشلت في إرساء مبادرة مقترحة من رئيسها!


يجهد بلينكن في زيارته التاسعة للمنطقة منذ بداية حرب غزة لإرساء تسوية تبعد شبح الحرب الموسعة، من دون أن يعني ذلك أن الرجل، كما إدارته، لا يعيان تماماً مخاطر الانزلاق إليها، وقد باتت على الأبواب، كما تشي المعطيات السياسية المتصلة بتعثر مفاوضات القاهرة من جهة، والتطورات العسكرية الميدانية التي تسجل يومياً تجاوزاً مدروساً لقواعد الاشتباك التقليدية التي سقطت عملياً مع كل توسيع لرقعة الاعتداءات والردود عليها من جهة ثانية.


كل الكلام الأميركي من رأس الإدارة إلى الموفدين إلى المنطقة وآخرها بلينكن يحمل رسائل التهدئة المقرونة بتهديدات حازمة وواضحة، مفادها أن أي تصعيد تقوم به إيران أو أذرعها العسكرية في المنطقة وفي مقدمها "حزب الله" سيقابل برد هجومي أميركي، وذلك بعدما وضعت واشنطن نفسها في الصف الأمامي للمواجهة، بعد انخراطها الواسع في الحرب الدائرة في غزة.


تلخص مصادر سياسية قريبة من المنظار الأميركي المشهد على مسافة غير محددة لاحتمال استئناف المفاوضات بين إسرائيل وحركة "حماس" في القاهرة بثلاث نقاط مقلقة: أولاها أن الجهود الديبلوماسية بلغت حدها الأقصى، ما يجعل هامش الوقت المتاح أمام التهدئة أضيق، ويزيد مستوى القلق من الضربة المحتملة. وهذا يقود إلى النقطة الثانية المتصلة بالتجاوب الضعيف مع تلك الجهود على كل محاور المواجهة، فلسطينية كانت أو لبنانية أو إسرائيلية، ما لا يعكس إطلاقاً تراجعاً في لغة التهديد واستعداداً جدياً للجلوس على طاولة المفاوضات.


وتخلص المصادر إلى النقطة الثالثة المتصلة بالرسالة الأميركية المباشرة التي تؤكد أن واشنطن لن تبقى على الحياد أو مكتوفة الأيدي أمام أي تصعيد تقوم به إيران أو الحزب، خصوصاً بعدما أصبحت أمام تحدي إنجاح مبادرة رئيسها في منع الحرب.


في المقابل، ورغم الانخراط الأميركي الواسع في المنطقة بعد غياب أو تراجع على مدى أعوام عدة، تتحرك الديبلوماسية الغربية في موازاة الحراك الأميركي، ولا سيما على محوري باريس ولندن، حيث مستوى القلق من التصعيد لا يزال مرتفعاً جداً ولا سيما عند الإنكليز الذين يخشون عدم التوصل إلى وقف النار قبل الانتخابات الأميركية. أما في لبنان، فلا تزال الأوساط المطلعة المراقبة على يقين بأن هذه هي حدود اللعبة أو بالأصح حدود الحرب!