الأب الراعي يقرأ في مداخلة فياض:ماذا يفيد اللبنانيين إذا ربحوا الأرض كلها وخسروا الهوية والرسالة؟


  

Advertisement

لبنان

الأب الراعي يقرأ في مداخلة فياض:ماذا يفيد اللبنانيين إذا ربحوا الأرض كلها وخسروا الهوية والرسالة؟

هتاف دهام - Hitaf Daham

|
19-07-2024 | 11:00
A-
 
A+
Doc-P-1224187-638569773566857526.jpg
لا شكّ أن عملية"طوفان الاقصى" وما تلاها من تطورات دولية وإقليمية، فتحت باب النقاش أمام تصورات اليوم التالي للحرب على غزّة ليس على المستوى الفلسطيني فحسب انما على مستوى التخطيط والتفكير لمستقبل المنطقة والنظام الإقليمي فيها. وبحسب النائب علي فياض الذي قدم مداخلة في مؤتمر تجدد للوطن تحت عنوان:«من لبنان الساحة ... الى لبنان الوطن»، فإن موازين القوى تتغير في ما بينها بين مرحلة وأخرى، وتتأرجح العلاقات القائمة بينها، بين الاضطراب والاستقرار، لكن رغم كل ذلك، هي دول وقوى باقية ومستمرة، فإما أن تصطرع فيما بينها إلى ما لا نهاية وإما أن تنظم علاقاتها وخلافاتها في ما بينها.لكنه على اللبنانيين أن يواجهوا الأسئلة الحقيقية والتي تتصل بالأسباب العميقة لعدم استقرار كيانهم الصغير، وتحوّل هذا اللا استقرار إلى صفة ملازمة لحياتهم السياسية وشؤونهم الدولتية والمجتمعية. فتأخير المعالجات العميقة أو الاقتصار على المعالجات العائمة، فاقم من حجم التعقيدات وعمَّق من حقيقة الأزمات القائمة، ما ينذر فعلاً باحتمال خطر الصوملة: هيكل فارغ للدولة ومجتمع متفسِّخ، وإيقاظ لطروحات ودعوات كنا نعتقد أنها انتهت مع انتهاء الحرب الأهلية، كالفدرلة والتقسيم وغيرها. ولذلك فإن البحث في استقرار الكيان يضعنا أمام سؤالين كبيرين: سؤال الدولة وسؤال الحماية والسيادة. فالأول يتعلق بالحاجة إلى الإصلاح البنيوي بالمعنى العميق للكلمة، والثاني يتعلق بالحاجة إلى المقاومة. وإن كلا الموضوعين يتصلان بالتكوين الميثاقي للكيان، وبالحاجة الحيوية إلى منهجية تبادل الهواجس والضمانات بين المكوِّنات عند هذا المفترق التاريخي الانتقالي الذي يمرُّ به البلد، في ظل هذه البيئة الإقليمية المتحوِّلة. ويبقى أن النقاش حول هذه المداخلة، أفرز قراءات عديدة ومقاربات مختلفة حول هواجس الطوائف والضمانات ومفهوم الدولة والنظام السياسي وهوية لبنان.