كتبت الأنباء الكويتية
لعل تجارب اللبنانيين في اتفاقات دولية تشملهم، تدفعهم إلى القلق من التداعيات، التي غالبا ما تأتي على حساب لبنان، وتطاول سيادته وسلامة أراضيه وهيبة الدولة.
من هنا، يعول اللبنانيون على موقف مختلف يؤدي إلى نتائج مغايرة لتلك التي اعتادوها. ويربطون بين حكمة «المفاوض الأول» باسم الدولة اللبنانية والمقاومة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وبين العمل سريعا على إطلاق عمل المؤسسات في الداخل، لتمكينها من حفظ السيادة وسلطة الدولة وصورتها.
فقد تبخرت آمال اللبنانيين وطموحاتهم بأن تشكل زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية اورسولا فون ديرلايين والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليس، أساسا لوضع قضية النازحين السوريين على سكة الحل، وان تكون هذه المحادثات خطوة على الطريق الصحيح لوضع تفاهم لبناني- قبرصي للمؤتمر المخصص لموضوع النازحين في العاصمة البلجيكية (بروكسل) نهاية شهر مايو الجاري.
فزيارة رئيسة المفوضية الاوروبية والرئيس القبرصي، قوبلت بحفاوة رسمية لافتة وتوقعات شعبية كبيرة. وعقدت اجتماعات موسعة، الا ان المواقف التي صدرت في نهاية الاجتماع لم تتطرق إلى موضوع عودة النازحين، بل تحدثت عن مساعدة أوروبية بمليار يورو على مدى اربع سنوات.
وقوبلت نتائج الزيارة وما حصل خلالها باعتراض واسع من مختلف شرائح المجتمع اللبناني، ووصفت المساعدة بأن هدفها تأمين حماية السواحل اللبنانية لمنع الهجرة، مما يضع الحكومة والمسؤولين أمام تحديات تتطلب منهم اتخاذ مواقف، خصوصا من قبل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في اجتماع النازحين في بروكسل.
أما الرئيس نبيه بري فركز على موضوع الجنوب والاعتداءات الإسرائيلية ومساهمة الدول الاوروبية من خلال القوات الدولية العاملة في الجنوب «اليونيڤيل» في مساعدة لبنان سواء في البر او من خلال المراقبة البحرية.
وفي موضوع النازحين اكتفى بري بالإشارة «إلى ضرورة تشكيل لجنة لبنانيةـ أوروبية حول النازحين». وقوبلت إشارته بالترحيب وضرورة مقاربة ملف النزوح مع الحكومة السورية.
الرئيس ميقاتي الذي شعر بثقل وطأة الانتقاد، مما وضعه في خانة «المقصر بالدفاع عن سيادة لبنان»، بحسب منتقدين كثر في الداخل، أطل بشكل مفاجئ في مقابلة تلفزيونية لتهدئة المخاوف وتخفيف الانتقادات. وقال: «سنشرح في مؤتمر النازحين وجهة نظرنا، ولن نقبل اي مساعدة مشروطة».
وأشار إلى ان التذرع بمناطق آمنة في سورية غير مقبول، «اذ سيصبح لبنان كله مناطق غير آمنة وقبرص غير آمنة وكذلك أوروبا غير آمنة».
على خط آخر، أكدت مصادر مطلعة لـ«الأنباء» توافر معلومات ديبلوماسية عن نية العدو الإسرائيلي بشن هجوم عنيف على لبنان في حال قرر اجتياح رفح في غزة.
وربطت المصادر بين الهجوم على رفح واستكماله بالجنوب، مشيرة إلى انه «متوقف على نتائج المفاوضات بين حماس وإسرائيل والتي تتولاها بعض الدول العربية الشقيقة». وشددت على «وجود جهوزية كاملة للتصدي لأي هجوم على لبنان، وقد اتخذت الدولة اللبنانية والجمعيات الأهلية والمدنية جميع الاحتياطات اللوجستية والأمنية والغذائية، وأعدت خطة لأي نزوح من الجنوب إلى مناطق آمنة».
وجزمت المصادر ان «الجيش اللبناني ومصرف لبنان هما ضمانة أي اهتزاز أمني قد يحدث خارج التوقعات. وهناك دعم دولي للجيش اللبناني وللمصرف المركزي للحفاظ على الاستقرار الامني والنقدي».
وشددت على ان اللجنة الخماسية مستمرة في أداء دورها، «لاستكمال مهمتها بانتخاب رئيس جامع للبنان رغم كل المعوقات الداخلية لسير عملها. وهي (الخماسية) تتطلع إلى إعادة الأمور إلى نصابها في لبنان، ولن تتخلى عن دورها إلا بنهاية سعيدة للبنانيين».
واستغربت المصادر الحملة التي تقوم بها بعض الأطراف السياسية على حكومة تصريف الأعمال ورئيسها لقبولها الهبة الأوروبية للمساعدة في احتواء مسالة النازحين السوريين في لبنان. وذكرت «أن قرار الهبة ناتج عن موقف أوروبي ودولي لا يستطيع لبنان إلا أن يتعامل معه بإيجابية وحكمة لمصلحة البلد».
وفي المشهد الداخلي أيضا، أحيت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي في الكنيسة، يوم الجمعة العظيمة، أمس، وقد القى متروبوليت بيروت للروم الأورثوذكس المطران الياس عودة عظة وتلا الصلوات في كاتدرائية القديس جاورجيوس في ساحة النجمة وسط بيروت.