قال الدبلوماسي الفرنسي جيرار أرو إن حرب غزة التي شنتها إسرائيل ردا على هجمات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 تشرين الأول 2023، هي الحرب الأطول في تاريخ إسرائيل والأكثر دموية بالنسبة للمدنيين الفلسطينيين، وها هي رغم دخولها الشهر السابع لم تحقق أيا من أهدافها الأساسية، وتهدد وجود دولة إسرائيل ذاتها.
وأوضح السفير السابق في تل أبيب -في كتابه "إسرائيل. فخ التاريخ"- الذي استعرضته صحيفة لوموند، أن الجيش الإسرائيلي لم يحقق أياً من أهدافه الأساسية، لا إطلاق سراح الرهائن، ولا تدمير حماس عسكرياً ولا القضاء على قادتها، ولا ضمان أمن الحدود الجنوبية أو الشمالية.
وخلص جيرار أرو إلى أن "السابع من تشرين الأول هو أكبر هزيمة إستراتيجية في تاريخ إسرائيل"، موضحاً أن هذا الهجوم "كسر عقيدة مناعة إسرائيل التي لا تقهر، ولا نرى كيف يمكن أن تستعيد مصداقيتها، لأن أساس أمنها هو الذي تداعى، وبالتالي فقدت قدرتها على الردع" والذب عن سلامة الأراضي التي تقوم عليها.
وأوضح مارك سيمو -في عرضه للكتاب- أن هذه الملاحظة مذهلة، خاصة أن من قدمها أحد أفضل الخبراء في هذا الموضوع، وقد قضى حياته المهنية في الخارجية الفرنسية، وكانت سفارة تل أبيب مهمته الأولى كدبلوماسي شاب، ثم عاد إلى هناك سفيرا عام 2003، عندما رأى الرئيس جاك شيراك أنه من الضروري تحسين العلاقات الثنائية مع إسرائيل.
ونبهت الصحيفة إلى أن جيرار أرو كان، في أوج "سياسة فرنسا العربية"، واحداً من القلائل الذين حاولوا أن يتفهموا بعمق ما يشعر به الإسرائيليون وما يريدونه، ولكنه يدعي في الوقت نفسه في كتابه، أن "هذا التفهم لا يعني ولا ينبغي أن يعني التعاطف"، مستصحبا -حسب دعواه- "برودة المحلل".
ويرى أرو أن إسرائيل مجتمع معقد وديناميكي بقدر ما هو متفجر، ولكنه أيضا قاسٍ للغاية، كما يتحدث عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وعنفه ومآزقه ومواعيده العديدة الضائعة مع السلام، مركزا بشكل خاص على عنف المستوطنين في الضفة الغربية وصمت الغربيين، وعلى التناقض في المشروع الصهيوني المتمثل في إنشاء دولة تكون يهودية وديمقراطية في الوقت نفسه.
وخلصت الصحيفة إلى أن التحديات التي تواجهها إسرائيل اليوم من بين الأخطر في تاريخها، مع أن أرو يأمل، رغم الصدمة المزدوجة التي تعرض لها الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني نتيجة للصراع الحالي، أن يكون للوعي بالحاجة الملحة إلى التوصل إلى حل سياسي دائم الأسبقية على الرغبة في الانتقام. (الجزيرة نت)