يختتم المستشار الألماني أولاف شولتز، زيارة "حساسة" إلى الصين، في تطور جديد للعلاقات الاستراتيجية بين التنين وصقور أوروبا.
في الوقت الذي يقترب فيه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من العودة للبيت الأبيض مجددا، يبدو أن صقور أوروبا يسعون لترميم العلاقات مع الصين.
وسرد تقرير لـ "وول ستريت جورنال"، مؤشرات على عودة التقارب بين التنين وصقور أوروبا. وقال التقرير إنه في تشرين الثاني الماضي، سمح لمواطني أكبر 5 اقتصادات في الاتحاد الأوروبي بالسفر بدون تأشيرة إلى الصين، وهو امتياز تم توسيعه منذ ذلك الحين ليشمل ست دول أوروبية إضافية - ولكن ليس الولايات المتحدة.
وفي كانون الثاني، أعادت الصين السماح بواردات لحوم البقر الأيرلندية، التي تم تعليقها العام الماضي لأسباب صحية، ورفعت الحظر المفروض عام 2018 على لحم الخنزير البلجيكي.
وهذا يمثل نقطة انعطاف، إذ إنه في غضون بضعة أشهر فقط، أطلق الاتحاد الأوروبي أربعة تحقيقات في دعم الصين لمصنعي القطارات وتوربينات الرياح والألواح الشمسية والمركبات الكهربائية في محاولة للحد من طوفان الواردات الصينية. ويدفع الاتحاد الأوروبي أيضًا الشركات الأوروبية لتقليل اعتمادها على مواد خام معينة من الصين.
وكشفت ألمانيا، أكبر شريك تجاري أوروبي للصين، عن أول ورقة استراتيجية للصين في تموز الماضي، ووصفت الصين بأنها شريك ومنافس، ولكنها أيضًا منافس نظامي وتعهدت بتقليل انكشاف ألمانيا للعملاق الآسيوي.
وقد اشتكت الشركات الألمانية من المنافسة المتزايدة من الصينيين في القطاعات - من السيارات الفاخرة إلى الآلات الصناعية المتقدمة - التي كانت في السابق حكراً على الغرب. فبعد أن تمكنت الصين إلى حد كبير من الصمود، تتعرض شركات الهندسة الألمانية الراقية على نحو متزايد إلى تقويضها من قِبَل المنافسين الصينيين، سواء داخل الصين أو خارجها.
ويعتقد مراقبون أن أوكرانيا والتجارة وترامب هي عوامل حاسمة وراء الخطوات الأوروبية الأخيرة. فبينما يكافح الاقتصاد الأوروبي للتعافي من جائحة كوفيد 19 والحرب في أوكرانيا، فإن المزاج يتغير في بعض الدول الأوروبية. وفي الولايات المتحدة، يثير تقدم ترامب الثابت في استطلاعات الرأي على الرئيس بايدن المخاوف بشأن التوترات عبر الأطلسي والحرب التجارية العالمية الجديدة.(العين)