أبرز ما تناولته الصحف اليوم
كتبت النهار
تُجمع أكثر من جهة سياسية على أنّ الأيام المقبلة ستكون حاسمة ومفصلية على غير مستوى وصعيد، ولا سيما حول الهدنة الرمضانية في غزة التي ستنسحب بشكل طبيعي على الجنوب اللبناني، في حال سارت الأمور كما هو مخطط لها، الأمر الذي أسرَّ به الموفد الأميركي أموس هوكشتاين خلال زيارته إلى بيروت، في وقت ثمة حراك داخلي لمرجعيات سياسية وحزبية على خلفية الاصطفافات الجديدة، ومن ثم إطلاق مواقف قد تكون نارية ورسائل متطايرة يساراً ويميناً، وفي صلب ذلك توقّع كلمة لرئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل في 14 آذار الجاري، حيث سيقيم التيار احتفالاً حاشداً في هذه المناسبة، وثمة رسائل على جانب من الأهمية سيعلنها باسيل خلال الإحتفال.
وفي المقلب الآخر، أي على خط الموقف الرسمي، يبقى رئيس مجلس النواب نبيه بري محور الحركة كما تبدّى من خلال عبارات الاطراء التي خصّ بها هوكشتاين بري الذي يفاوض عن "حزب الله"، والأمور متجهة إلى أكثر من عنوان في هذه المرحلة وربما الأسابيع المقبلة، وسط تساؤلات: ما الذي يمكن أن يحصل؟ وهل هناك تسوية ورئيس للجمهورية؟
في السياق، ترى مصادر سياسية مطلعة أن رياح التسوية بدأت تهبّ على لبنان، لكنها لن تكون خاطفة خلال شهر أو شهرين وربما للصيف المقبل، وذلك ربطاً بحرب غزة وما سيكون عليه الوضع في الجنوب والداخل اللبناني بشكل عام. فثمة معلومات ومعطيات لدى أكثر من جهة سياسية على بيّنة مما يجري، تشير إلى أن الوضع على الساحة المحلية هو أمام أكثر من سيناريو يُعدّ له حالياً في المطابخ الدولية، خصوصا على مستوى خطة هوكشتاين لوقف الحرب في الجنوب وعودة سكان المستوطنات إلى منازلهم، والأمر عينه أن أن يعود أكثر من 100 ألف نازح جنوبي إلى قراهم وبلداتهم، وهذه الخطة موضع تشاور ومواكبة ومتابعة، وربما يعود الموفد الأميركي في حال استجدت معطيات، وإنْ كان من التقاه قال إنه ليس متفائلاً أو متشائماً، ولكن حتى الساعة ليس ثمة ما يوحي بأن الأمور حُسمت على مستوى وقف الحرب أو الإستحقاق الرئاسي. لذلك فالحذر هو سيد الموقف. أما في جديد ما يُعلن من خطط للبلد، تكشف المصادر أن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وإيران، سيكون لها دور بارز وأساسي في المرحلة المقبلة، من خلال تقاطعها على إجراء الإنتخابات الرئاسية، وذلك ربما خلال الأشهر المقبلة باعتبار ان الطبخة لم تنضج حتى الساعة، والأولوية هي لوقف الحرب في الجنوب، وعندها سيكون الإستحقاق الرئاسي ممراً سهلاً ربطاً بالمفاوضات الجارية، حيث لإيران و"حزب الله" أثمان خصوصاً رئاسياً، بمعنى ان المقايضات بدأت تُطرح في الصالونات السياسية الدولية والإقليمية، وفي الداخل. وبناء عليه، فإن كلام نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، حول تمسّك الحزب برئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، واعتباره مقبولاً من كل الأطراف في الداخل والخارج، قد يكون مؤشرا ورفعا للسقف قبل اقتراب المفاوضات، ناهيك عن ان قائد الجيش العماد جوزف عون لا يزال ضمن السباق الرئاسي. إنما الجميع ينتظر ما ستتضمنه التسوية التي في حال نضجت واستكملت ستحمل أكثر من معطى للمرحلة المقبلة رئاسياً وحكومياً وفي الإطار الوطني العام، بمعنى ان ثمة مرحلة جديدة للبنان بعد التسوية.
توازياً، تشير مصادر سياسية الى أن الإستحقاق الرئاسي عاد إلى الواجهة عبر "بوابة" هوكشتاين، الذي سيتولى هذا الملف بعد إرساء الاستقرار من غزة إلى الجنوب، لأن تلك المسألة تعتبر أولوية بالنسبة الى واشنطن.
ويشدد أكثر من مسؤول في الداخل على أن التماهي بين واشنطن والرياض وطهران مسألة حيوية وأساسية لإرساء الاستقرار في لبنان وانتخاب الرئيس، مع الاشارة الى لقاء وزيري الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان والإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إلى التنسيق بين الطرفين حول أهمية الإستقرار في المنطقة، ومن ثم ما جرى خلال مؤتمر دول مجلس التعاون الخليجي بحيث كانت هناك فقرة أساسية حول الوضع اللبناني تشدد على ضرورة انتخاب الرئيس وتشكيل حكومة والشروع في الإصلاحات البنيوية المالية والإدارية.