أبرز ما تناولته الصحف اليوم
كتبت النهار
على رغم ان الحرب في الجنوب التي تستمر منذ اكثر من خمسة اشهر لا تزال دون سقف ازمة الفراغ السياسي في لبنان المستمرة منذ سنة وخمسة اشهر ، فان المخارج للاولى باتت محددة الاطر ديبلوماسيا على الاقل ما لم يحصل طارىء يؤدي الى حرب شاملة على نحو لا يريده اي من اسرائيل و" حزب الله" على غير ما هو الامر بالنسبة الى ازمة الاستحقاقات الدستورية . وبالنسبة الى الديبلوماسيتين الفرنسية والاميركية اللتين تنخرطان في محاولة ايجاد حلول للتهدئة في الجنوب، فان الاطر باتت شبه محددة ومعروفة ولو انه يحتمل ان تتضمن بعض التفاصيل الاضافية. اذ انه في ضوء المطالبة العامة باعادة العمل بالقرار 1701 فهناك شق يتعلق باسرائيل بمقدار ما يتعلق بلبنان . وبالنسبة الى هذا الاخير فان التركيز هو لجهة انسحاب الحزب بضعة كيلومترات من الحدود واتاحة المجال للجيش اللبناني للانتشار وتسلم الامن على الحدود، وهو عمليا لا يفترض ان يكون امرا مستفزا للحزب او عدائيا ضده او يعتبر انتشاره حماية لاسرائيل ما دام الجيش اللبناني كان ولا يزال صنو ركن اساسي من الثلاثية التي يتمسك بها الحزب او يرفعها في معرض تأكيده ان وجوده مهم للبنان كما هو الجيش اللبناني تحت عنوان ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة " . وهي على اي حال ثلاثية تبدأ بالجيش كاول كلمة فيها . ولكن مقابل تراجع الحزب الذي يمكن ان يعد في اي من الاحوال خسارة ازاء مطلب اسرائيل الضاغط من اجل ضمان امن مستوطنيها، فان الحزب لن يقبل باقل من تسجيله مكسبا في المقابل له تردد انه قد يكون انسحابا اسرائيليا من النقاط الخلافية على طول الخط الازرق ومن بلدة الغجر الى جانب منع الطيران الاسرائيلي من انتهاك الاجواء اللبنانية . وتتموضع الديبلوماسيتان المعنيتان ، متى توقفت الحرب في غزة باعتبار ان الحزب يربط اي تفاوض بتوقف هذه الحرب ، في اتجاه البحث في التفاصيل التي ستؤدي الى تهدئة تؤدي الى ما يسمى "رابح – رابح" من الجهتين اي جهة اسرائيل والحزب الذي لا يمكن وازاء ما حصل من تدمير في الجنوب والكلفة الباهظة عليه بعشرات الشهداء اضافة الى الكلفة الاقتصادية الباهظة على لبنان الا يسعى الى حفظ موقعه كمدافع عن لبنان ومحصل لحقوقه لا سيما ازاء اعتبار القوى اللبنانية انه لم يخض الحرب مساندة لغزة الا لاعتبارات ايرانية في الدرجة الاولى .
الا ان ما ليس واضحا حتى الان هو المكسب الذي سيحاول الحزب تحصيله في اي تسوية رئاسية لا تزال عناوينها تدور حول شرط الحوار وتمسك الثنائي الشيعي بمرشحه على رغم الكلام على مؤشرات من رئيس المجلس اي الطرف الاخر من الثنائية الشيعية في اتجاه مرشح ثالث محتمل. فالكلام على المرشح الثالث بدأ يسلك طريقه ببطء شديد من ضمن اطار تمهيدي للمرحلة المقبلة. وفي ظل ما يسود الاقتناع من ان الحزب او الثنائي لن يقبل سوى بتسوية عملا بالمعادلة التي بدأها من خلال المبادرة الفرنسية اي مقايضة الحصول على موقع رئيس الجمهورية ومن يشغله في مقابل ترك رئاسة الحكومة ليكون من اختيار الخصوم السياسيين او المعارضة، فان اي اطار جديد لكل التفاوض الجاري خلف الكواليس لم يكشف اي مؤشرات في هذا الاتجاه ولا في اتجاه ما سيحصل عليه الثنائي اذا ذهب الى مرشح مقبول من جميع القوى السياسية او للمعارضة حصة فيه موازية لحصة الثنائي. فاطار التسوية الرئاسية لم يتم فتحه علنا فيما ان هناك اقتناعا لدى جهات سياسية ان رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه سيبقى المرشح الثابت وهناك اصرار على حوار عاد بري ليطالب بترؤسه ما لم يصر الى تحديد اطر التسوية وتفاصيلها. اذ يدرك الجميع ان هناك افتعالا متعمدا ومقصودا لاعادة الكلام على حوار بدلا من التشاور الذي قالت به كتلة الاعتدال الوطني وبدفع من بري بالذات في الوقت الذي لو ان هناك نية في الحلحلة وعدم التعقيد او لو ان الامور سالكة، فان ترؤس التشاور كان ليكون سهلا عبر وساطة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الذي يقول بري انه تواصل معه او عبر اقتراح من اللجنة الخماسية او بحضورها . وقد يكون هذا هو الاخراج الذي سيؤمن الضمانات للقوى السياسية في نهاية الامر انما كاخراج فحسب فيما ان التوافقات او التفاهمات الاخرى ستكون من ضمن التسوية على رغم رفض قوى متعددة للموضوع كليا . ولكن وبما ان لا مؤشرات ظاهرة على الاقل على العمل على هذه التسوية ، فانها في صلب المساعي والاتصالات التي تحصل لا سيما عبر قطر التي رعت تسوية مماثلة في الدوحة ، انما وفقط اذا تأمنت موافقة القوى الاخرى المحلية في الدرجة الاولى والخارجية كذلك . والبعض يضع احتمال زيارات تقوم بها بعض القوى السياسية الى الدوحة بعد زيارة للوزير السابق علي حسن خليل من ضمن الجهود الدبلوماسية لاعضاء الخماسية التي تركز على استكشاف أفكار عملية بشكل عام وقابلة للتحقيق. ومع ان هناك رفضا ديبلوماسيا مبدئيا ومنطقيا للربط بين اتفاق التهدئة في الجنوب والازمة الداخلية ، فان ما يسعى اليه الحزب لبيعه من اللبنانيين انه حصل مكاسب للبنان بفعل تدخله في الحرب على غزة وسيهيمن على الواقع السياسي في حال سبق اتفاق فعلي على التهدئة جنوبا حل الازمة الرئاسية . والحزب تاليا لن يضع على الطاولة التنازل عن دعم فرنجيه فعلا قبل ان يدفع الدول الخماسية الى البحث في المكاسب التي سيحصل في المقابل والتي لم يأت الحزب بعد على ذكرها او الاشارة اليها اقله علنا ما لم يكون ترك لبري القيام بذلك. فهذا يبقى اسهل من تجيير المكاسب في الجنوب او في الازمة الرئاسية على خلفية مصلحة ايران ونفوذها لا سيما في ظل عدم ظهورها في الواجهة في كلا الاستحقاقين . وكما انه يربط التهدئة في الجنوب بانتهاء الحرب على غزة، فانه يستمر في تعطيل اعادة انتظام المؤسسات الدستورية في البلد ربطا بما يريده كذلك .