أبرز ما تناولته الصحف العربية الصادرة اليوم
الانباء الكويتيه
للحرب في غزة والجبهة الجنوبية المفتوحة إلى وراء خط نهر الليطاني، امتداد لجغرافيا اقتصادية خالصة، من بحر غزة وبرها إلى بحر جنوب لبنان وبره، وتقع ضمن اطار مفاوضات تحتاج إلى وجود رئيس للجمهورية لديه وحده صلاحية التوقيع على أي اتفاق مصيري وهنا بيت القصيد، فالاتفاقيات غالبا ما يكون ظاهرها سلاما وباطنها أعمق ولبنان، في هذه الحالة، لن يكون بعيدا عن المسارين الإقليمي والدولي.
ويوازي ذلك تحرك «المجموعة الخماسية»، في لقاءاتها واتصالاتها، التي يبدو انها قطعت مراحل مهمة، وتركت للبنانيين مجالا للدخول في حوار «سيار» أي عبر زيارات، يتولاها النواب من أي «تكتل»، للمرجعيات، بغية الغوص في أعماق الطروحات لحل المعضلة الداخلية التي تمنع انتخاب «رئيس» من أي طرف كان.
المشكلة أن اللبنانيين البالغ عددهم أكثر من اربعة ملايين نسمة، داخل الحدود، لديهم أكثر من أربعة ملايين رأي، وحكومتهم فضفاضة ونوابهم قلوب شتى، وأحزابهم بالمئات لها ارتباطات خارجية، ما يوحي بالسؤال عمن سيمكنه في هذه الحال أن يحكم، وهل الأطراف اللبنانيون هم جاهزون لإجراء الانتخابات الرئاسية في هذه المرحلة الغامضة؟
وفي هذا السياق، التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ووضعه في الأجواء التي عاد بها معاونه السياسي النائب علي حسن خليل من العاصمة القطرية الدوحة، وعرض معه في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، الأوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية والميدانية والاستحقاق الرئاسي مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
وتابع الرئيس بري المستجدات السياسية لاسيما الاستحقاق الرئاسي خلال لقائه وفد كتلة «الاعتدال الوطني» النيابية الذي ضم النواب وليد البعريني، سجيع عطية، أحمد الخير، محمد سليمان، أحمد رستم، عبدالعزيز الصمد، وأمين سر التكتل النائب السابق هادي حبيش.
وكان هناك كلام صريح لوزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، بعد لقائه سفيرتي السويد آن ديسمور والاتحاد الأوروبي ساندرا دو وال، مفاده: «يجب التوقف عن تمويل الحرب في الشرق الأوسط وإعطاء الحلول الديبلوماسية فرصة اليوم قبل الغد»، معتبرا تمويل «الأونروا» هو بمصلحة لبنان والاستقرار في المنطقة.
والحديث مستمر عن المساعي المتواصلة على خط النار لتحقيق هدنة في غزة تنسحب على جنوب لبنان، وليس من الواضح ما اذا كانت قابلة للتمديد أم لا، في ظل الكلام المتباين حول تجميد الإدارة الأميركية مهمة موفدها كبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين بشأن «الهدنة» التي لم تظهر تل ابيب نية موثقة بالتزامها.
ميدانيا، لم يدم الهدوء الحذر في جبهة الجنوب طويلا أمس، حيث أعلن «حزب الله» عن استهدافه موقع «البغدادي» بصاروخ «بركان»، بعد تحليق استطلاعي صباحي للطيران الاسرائيلي فوق قرى القطاعين الغربي والاوسط حتى مشارف نهر الليطاني، وإطلاق نيران الرشاشات الثقيلة باتجاه الاحراج المتاخمة لبلدات رامية وعيتا الشعب والبستان من المواقع الاسرائيلية المتاخمة للخط الازرق، ناهيك عن مجزرة بيئية ارتكبها جيش الاحتلال بإحراقه الاشجار المعمرة كالسنديان والصنوبر والزيتون في جبل اللبونة الذي أصبح ثلثا مساحة حرجه أثرا من بعد عين، منذ بداية الحرب، وهو يعتبر من اكبر الاحراج وأكثرها اخضرارا في الجنوب.
وقصف الطيران الحربي الإسرائيلي بصاروخ منزلا في بلدة مجدلزون دون ان ينفجر، وأعاد الغارة مرة ثانية عليه فدمره بالكامل وسواه بالأرض.
وتعرضت فرقة من الجيش اللبناني والقوات الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل» لإطلاق نار قرب تلة الراهب في خراج بلدة عيتا الشعب جنوب لبنان، ولم يبلغ عن وقوع إصابات.
وأعلن «حزب الله» التصدي «لمسيرة إسرائيلية في المناطق الحدودية مع فلسطين المحتلة بالأسلحة المناسبة، مما أجبرها على التراجع».
وفي بيان آخر، أشار «الحزب» إلى استهداف موقعي رويسة القرن وزبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية.
كما تحدث عن قصف «تجمع لجنود العدو في محيط قلعة هونين بالأسلحة الصاروخية».
في حين أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية بتعرض بلدة ميس الجبل لقصف مدفعي معاد، تزامنا مع الغارة الجوية الإسرائيلية على عيتا الشعب.
في غضون ذلك، قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بكلمة تأبينية في بيروت: «إننا لا نطلب دعما وإنما لا نقبل طعنا تستفيد منه إسرائيل. خياراتنا مبنية على أدلة ومنطق، ومن يرد نقدم له السجل، وللذين يقومون بالضغط أقول لهم: أقلعوا عن هذا السلوك لمصلحة أبنائكم وشركائكم والوطن».
وأضاف: «نحن اليوم أمام تحد مفصلي، يقول البعض إننا نخسر، صحيح كلانا يخسر، إنما ما نخسره نبني عليه انتصار المستقبل، أما ما يخسرونه فإنهم يبنون عليه هزيمة المستقبل».