مع إستمرار الحرب الدائرة عند الحدود الجنوبية, ترتفع تكلفة هذه الحرب يوماً بعد يوم بفعل التدمير الإسرائيلي الممنهج للمنازل والمؤسسات واستهداف الأحراج والبساتين، فكم وصلت التكلفة إلى اليوم على كافة الأصعدة؟.
في هذا الإطار, كشف الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين, لـ “ليبانون ديبايت”, أنه “منذ إندلاع الحرب في الجنوب أي من 8 تشرين الثاني المنصرم, إلى 17 آذار الحالي, سجّل لبنان أضراراً كبيرة”.
وأشار إلى أن “الأضرار البشرية للحرب, بلغت 306 شهداء مقسمين على النحو التالي: 48 مدنياً, 239 شهيداً لحزب الله, 11 شهيدا لحركة أمل, شهيد للحزب القومي, شهيد للجيش اللبناني, ثلاثة شهداء من الجسم الإعلامي, إضافة إلى 3 شهداء من الجماعة الإسلامية, دون إحتساب الشهداء الذين سقطوا من الفلسطينيين والسوريين”.
ولفت إلى أن “الحرب أدّت إلى سقوط أكثر من 1200 جريح, 46 لا يزالوا في المستشفيات حتى يومنا هذا”.
وأشار إلى أن “الحرب أدّت إلى نزوح 91 ألف شخص لبناني, إلا أن ما يلفت أن أكثرية هؤلاء النازحين, لجأو عند أقاربهم وأصدقائهم, وهناك فقط 1500 شخص تمّ إيوائهم في المدارس والمساجد والكنائس, وبعض الفنادق، وبالتالي هذا مؤشر إيجابي على أننا لم ندخل في واقع نزوح كبير”.
أمّا فيما يخصّ الأضرار المادية, فأشار شمس الدين, إلى أن “المجلس الوطني للبحوث العلمية, تحدّث عن حرائق أصابت نحو 10 ملايين متر مربّع من أشجار الزيتون, والغابات والحقول الأخرى”.
وكشف أن “هناك دمار كامل لـ 1500 منزل, ودمار جزئي لـ 1700 منزل, فيما أضرار بسيطة لحوالي الـ 4000 منزل, إضافة إلى تدمير 21 مؤسسة صناعية بين الكبيرة والمتوسطة”.
وأضاف, “الأضرار المباشرة للحرب على جنوب لبنان تقدّر بـ 350 مليون دولار, دون الأضرار غير المباشرة او الأرواح البشرية”, مشيراً إلى أن “الإقتصاد اللبناني ككل تأثّر بهذا الوضع, إذ في الأيام الأولى تراجعت الحركة الإقتصادية بشكل كبير بما نسبته 20 إلى 25%, وأعقبه تراجع بحركة القادمين إلى المطار”.
وتابع, “لكن مع استمرار الحرب عادت الدورة الإقتصادية لاستعادة تعافيها بحيث بلغت نسبة التراجع الإقتصادي 10% اليوم”.
وقدّم مثالاً عن احتساب هذا التراجع , فإذا افترضنا أن الناتج القومي هو عبارة عن 22 مليار دولارسنوياً, أي 60 مليون دولار يوميًا, وحجم التراجع هو 10%, ما يعني أن لبنان يخسر يوميّاً 6 مليون دولار, فالخسارة المباشرة وغير المباشرة, تقدّر حتى اليوم بمليار و400 مليون دولار.
وأبدى شمس الدين, “تخوفه في حال استمرت الحرب على الوضع الإقتصادي والمالي، لا سيّما مع اقتراب فصل الصيف الذي يحمل عادة إيجابيات على صعيد توافد الكثير من المغتربين والسياح، فالخوف نابع من إنعكاس هذه الحرب على حركة الوافدين وبالتالي على الوضع الإقتصادي والمزيد من الأضرار المالية المباشرة على كافة القطاعات”.