كثفت إسرائيل خلال الآونة الأخيرة ضرباتها ضدّ الحرس الثوري الإيراني، وآخر استهداف كان خلال الساعات الماضية، حيث ضربت صواريخ إسرائيلية جنوب دمشق إنطلاقاً من الجولان، اليوم الجمعة.
ويوم الأربعاء الماضي، أعلن الجيش الإسرائيليّ أنّ طائراته قصفت بنية تحتية عسكرية سورية في منطقة درعا خلال الليل.
وتأتي تلك التطورات في ظلّ توتر متصاعد في المنطقة جراء الحرب في غزة، ووسط تأهب إيراني واستنفار تحسباً لأي ضربات أميركية محتملة سواء في العراق أو سوريا أو حتى في الداخل الإيراني.
كذلك، تترقب سوريا احتمال شنّ ضربات أميركية تستهدف مواقع إيرانية بعد التهديدات الصادرة عن واشنطن خلال الأيام الماضية لاسيما بعدما اتخذت الأخيرة قراراً حاسماً بضرب أصول ومواقع إيرانية سواء في العراق أو سوريا، رداً على الهجوم الذي طال البرج 22 على الحدود الأردنية، وأودى، الأسبوع الماضي، بحياة 3 جنود أميركيين.
تحرّك إيراني
واليوم، نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر مطّلعة، قولها إن "الحرس الثوري الإيراني" قلَّص نشر كبار ضباطه في سوريا بسبب سلسلة من الضربات الإسرائيلية المُميتة، مشيرة إلى أنه سيعتمد أكثر على فصائل شيعية متحالفة مع طهران للحفاظ على وجوده هناك.
ويتعرض "الحرس الثوري" لواحدة من أكثر الفترات صعوبة في سوريا منذ وصوله قبل عقد من الزمن لمساعدة الرئيس بشار الأسد في الحرب الأهلية. ومنذ كانون الأول الماضي، قتلت الضربات الإسرائيلية أكثر من 6 من أعضائه في سوريا، بينهم قياديان كبيران في "فيلق القدس"، الذراع الخارجية لـ"الحرس الثوري".
ماذا عن "حزب الله"؟
ووسط ذلك، تتجه الأنظار إلى موقع "حزب الله" من الحرب القائمة بين الإيرانيين والأميركيين في المنطقة.
يقول موقع "now14" الإسرائيلي أنه لا بدّ من النظر إلى حرب واسعة النطاق مع "حزب الله" باعتبارها جزءاً من استراتيجية إقليمية طويلة الأمد، ترتبط في نهاية المطاف بإيران، أو على نحو أكثر دقة، ببرنامجها النووي.
ويلفت الموقع إلى أنّ الاستراتيجية الإيرانية تتمثلُ في إحاطة إسرائيل بوكلاء موالين لها، مثل الحوثيين في اليمن، حركة حماس في غزة، حزب الله في لبنان، إلى جانب الميليشيات الموالية لها في سوريا والعراق.
وبحسب الموقع، تركز تلك الإستراتيجية حول شن هجوم واحد من قبل تلك الجماعات في الوقت الذي تكون فيه إسرائيل بأضعاف حالاتها عسكرياً وسياسياً وداخلياً.
ويلفت "now14" إلى أن هناك وجهة نظر سائدة لدى المحور الإيراني تقول إن "حماس" تصرفت بسرعة كبيرة وبطريقة غير منسقة خلال هجومها على مستوطنات جنوب إسرائيل يوم 7 تشرين الأول الماضي، لكنه أضاف: "لا شك أن الإيرانيين راضون عن المذبحة التي تعرض لها سكان المستعمرات في محيط غزة، لكن إذا نظرنا استراتيجياً إلى الوضع بشكل عميق، فإن التوقيت كان خطأ كبيراً من شأنه أن يسمح لإسرائيل بتغيير الوضع في المنطقة. الحوثيون ليسوا مستعدين بما فيه الكفاية بعد، ففي سوريا والعراق لديهم قدرات محدودة فقط، كما أن الإيرانيين يخشون خسارة حزب الله وبالتالي يستخدمون قوته بطريقة محدودة".
وتابع: "من المهم أن نتذكر أنه ليس لايران حدودا برية مع إسرائيل. إن طريقتها في ضرب إسرائيل مباشرة هي من خلال الصواريخ الباليستية، مثل نظام أرو الذي تم اعتراضه بنجاح بنسبة 100% عند إطلاقه من اليمن. ومن ناحية أخرى - يمكن لإسرائيل أن تصل إلى أي نقطة في إيران، ولذلك يجب أن يكون لديها وكلاء أقوياء".
واعتبر التقرير أنّ "الحرب مع حزب الله ستكون أصعب من الحرب مع حماس، إذ ستكون هناك خسائر بشرية"، وأضاف: "رغم كل ذلك، ليس هناك شك في أن إسرائيل ستربح الحرب. فعلياً، ليس لدى حزب الله خطط حول كيفية إيقاف مئات الآلاف من مقاتلي الجيش الإسرائيليّ، كما أن الفرق المضادة للدبابات الموجودة لدى التنظيم اللبناني غير قادرة على إيقاف مئات الدبابات التي ستقتحم بيروت، كما أن العديد من بطاريات الدفاع الجوي غير قادرة على إيقاف إحدى أقوى القوات الجوية في العالم التي ستهاجم العاصمة اللبنانية".
وتابع: "سيكون وضعنا في مواجهة إيران بعد إزالة وكلائها الرئيسيين – حماس وحزب الله – أفضل بكثير، وهذا سيؤثر على مؤامرتها في ما يتعلق بالتقدم في برنامجها النووي".
وختم: "كل ما نحتاجه هو التأكد من أن هذه الحرب ستشن بدعم اميركي، ويفضل أن يكون بدعم أوروبي، لا يقل أهمية عما حصلنا عليه في غزة"