ابرز ما تناولته الصحف الصادرة ليوم الخميس ٢٠ تموز ٢٠٢٣



كتبت الراي الكويتيه

مع معاودة الحاضنة الدولية – العربية للوضع اللبناني «شدّ الحبل» حيال الملف الرئاسي بعدما «أرختْه» باريس أكثر من اللازم تحت عنوان «الحلّ الممكن» القائم على «توازنِ المقايضة» بين رئاستيْ الجمهورية (لحزب الله) والحكومة (لخصومه)، دَخَلَ المسارُ الخارجي للأزمة المستصعية في «بلاد الأرز» مرحلةً انتقاليةً بامتياز سيشكّل الداخلُ نقطةَ ارتكازٍ رئيسيةً فيها على قاعدة أن «اللبْننة» تبقى اللبنة الأساسية لأي حلّ يتعيّن أن يرُاعي «قواعدَ سلوك» سياسي حدّدتْها العواصم الراعية للوطن الصغير بوصفْها القاطرة لأي عملية خروج من الحفرة المالية.

وفيما طوى اجتماعُ «مجموعةِ الخمس» حول لبنان في الدوحة صفحةَ تَفَرُّد فرنسا بمبادراتٍ ليس «على الموجة نفسها» مع شركائها الأربعة الآخَرين أي الولايات المتحدة، السعودية، مصر وقطر، لتُدشَّن مرحلةٌ من التنسيق والتناسق في الخطوات وفق المسلّمات السياسية التي رَسَمَها بيانُ اللقاء الخماسي في الدوحة بمرجعياته الدستورية والسيادية كما ذات الصلة بالشرعية الدولية وقراراتها الناظمة للوضع اللبناني، فإنّ هذه المجموعة بدت كأنها «قالت كلمتَها» الاثنين ومشتْ إلى أسابيع (حتى سبتمبر على الأرجح) قبل تحديد الخطوة التالية في ضوء تكريسها واقعياً انتهاء صلاحية تبنّي باريس لخيار زعيم «المردة» سليمان فرنجية (يدعمه حزب الله وحلفاؤه) ومحاولة موفدها جان – إيف لودريان تسويق فكرةِ حوارٍ لبناني كـ «بدَل عن ضائع»، ومعاودتها ضبْط الملف الرئاسي وفق اللعبة الدستورية وتوازنات البرلمان، مع إشهار عصا العقوبات على مَن سيتمادون في عرقلة انتخاب رئيس جديد.

وكان بارزاً غداة اجتماع الدوحة أن يعود لودريان إلى السعودية للمرة الثانية في أسبوع، حيث التقى في جَدة وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان قبل أن يعود الى باريس، هو الذي كان استُقبل في 11 يوليو الجاري من المستشار في الأمانة العامة لمجلس الوزراء السعودي نزار العلولا (ترأس وفد المملكة إلى اجتماع مجموعة الخمس)، وهو ما اعتُبر في إطار ترجمة مرحلة «إعادة ضبْط» الحركة الفرنسية على إيقاع التنسيق الذي أُعطيت إشارته من العاصمة القطرية يوم الاثنين.

وخلال اللقاء مع فيصل بن فرحان، بحضور العلولا، جرى «عرض العلاقات الثنائية بين المملكة وفرنسا، وسبل تكثيف التنسيق المشترَك في العديد من المجالات، بالإضافة إلى مناقشة آخر تطورات الملف اللبناني، والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية والجهود المبذولة في شأنها».

تأثيرِ «مجموعة الخمس»

وفي المقلب اللبناني، بقيتْ بيروت تحت التأثيرِ المكتومِ لبيانِ «مجموعة الخمس» وسط تريُّث من «حزب الله»، أقرب إلى «لا تعليق» حتى الساعة، في المقاربة العلنية لِما خلص إليه الاجتماع وذلك ارتكازاً إلى موقفٍ حاسم بتبنّي فرنجية كخيارٍ ثابت، المتحرّك الوحيد فيه هو مَن يقترب ويبتعد منه بين الآخَرين.

وفي المقابل سارع خصوم الحزب في المعارضة وفي مقدّمهم «القوات اللبنانية» لتظهير خلاصات البيان على أنها تلتقي مع مقاربتهم للملف الرئاسي على قاعدة أن القفل والمفتاح فيه داخليّ وتحديداً في البرلمان، مع تكرار الدعوة إلى جلسة انتخاب بدورات متتالية وصولاً لتصاعُد الدخان الأبيض ووقف تطيير النصاب على ما جرى في جلسة 14 يونيو بعد دورةٍ أولى تقدّم فيها مرشح تقاطُع المعارضة والتيار الوطني الحر جهاد أزعور على فرنجية بـ 8 أصوات من دون أن يصل الى غالبية الثلثين المطلوبة والتي تصبح بالنصف زائد واحد في الدورة الثانية وما بعد.

جعجع

وقد أعلن رئيس «القوات» سمير جعجع أمس، أنه «أصبح من الثابت والجلي موقف أصدقاء لبنان الذين التقوا في الدوحة، في إطار اللجنة الخماسية والذي تظهّر في بيانٍ ارتكز على الدستور اللبناني والقرارات الدوليّة ومقرّرات جامعة الدول العربيّة والأولويّة اللبنانيّة السياديّة والإصلاحيّة لأيّ رئيس جمهوريّة وسلطة سياسيّة، وبالتالي هذا البيان أسقط نهائياً محاولة بعض مَن هم في الداخل، ولا سيّما محور الممانعة، الرهان على موقف أصدقاء لبنان إمّا لانتخاب مرشّح الممانعة أو لانتزاع مكاسب غير مشروعة، بغية إنهاء تعطيلهم للانتخابات الرئاسة».

وأضاف «إلى ذلك، أصبح واضحاً أيضاً أنّ كلّ أصدقاء لبنان الذين اجتمعوا في الدوحة الإثنين، هم على قناعةٍ راسخةٍ بأنّ حلَّ الأزمة الرئاسيّة واضح وبسيط وهو أن تتحمّل الكتل والشخصيّات النيابيّة مسؤوليّاتها وتذهب لانتخاب رئيس للجمهوريّة، كما ينصّ الدستور اللبناني، وأن تترك الآليّات الدستوريّة تأخذ مجراها الطبيعي بدءاً بانتخاب رئيس جديد للبلاد، مروراً بتكليف رئيس حكومة، وصولاً إلى تأليف الحكومة العتيدة».

وتابع: «كما بات واضحاً توجّه أصدقاء لبنان على المستوى الاستراتيجي، لجهة قناعتهم الراسخة بضرورة قيام دولة فعليّة في لبنان، يكون قرارها الاستراتيجي في داخلها، وأن يصار إلى تطبيق جميع القرارات الدوليّة».

ودعا جعجع «قوى الممانعة إلى وقف تضييع الوقت الثمين على اللبنانيّين من خلال رهانهم على عامل الوقت، سعياً إلى تغيير المعادلات، باعتبار أن هذا العامل لم يعد قابلاً للصرف. لذا نطالب الرئيس نبيه بري بأن يدعو سريعاً إلى جلسة انتخابات رئاسيّة، بدورات متتالية، تُفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية»، وختم: «إنّ محور الممانعة يتحمّل مسؤوليّة كلّ ما يعانيه الشعب اللبناني في الوقت الحاضر من فقر وكوارث وهجرة، وسيتحمّل هذا المحور مسؤوليّة أكبر وأكبر عن كلّ يوم يواصل فيه تعطيل الانتخابات الرئاسيّة».

لعبة عضَّ الأصابع الداخلية

وتبعاً لذلك، ترى أوساط سياسية أن لعبة عضَّ الاصابع الداخلية حيال الأزمة الرئاسية تَمْضي نحو فصول أكثر اشتداداً في حين تعيش البلاد حبْس أنفاس بإزاء موعد الأول من أغسطس وهو تاريح انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي يشهد سباقاً في الطريق إليه بين:

– تلويح بالاستقالة من نوابه الأربعة اعتُبر ظاهرياً محاولةً لإشراك البرلمان والحكومة في تغطيةِ أي استمرارِ باستخدام الاحتياطي الالزامي أي بقايا الدولارات سواء لتمويل الدولة أو لزوم منصة «صيرفة»، وهو المسار الذي يرفضونه أصلاً، في حين أن القطبة التي لم تعد مخفية في استقالتهم الجَماعية بحال حصلت تتمثل في الرغبة بجعل المسؤولية عن إدارة «كرة النار» النقدية بعد سلامة تتوزَّع على الأربعة معاً (إذ سيكلَّفون الاستمرارَ بتسيير المرفق العام) عوض أن تقع فقط على النائب الأول وسيم منصوري (تنتقل إليه صلاحيات الحاكم وفق قانون النقد والتسليف).

– وبين سيناريو لن يَسقط نهائياً إلا عشية 1 أغسطس حين يتأكد للجميع إذا كان سلامة سيغادر حاكمية «المركزي» بعد 30 عاماً فيها وهو ما يرجّحه العديد من الأوساط، أم ستصحّ المخاوف من «شيء ما» ما زال يُطبخ لتمديدٍ تقني له خشية التفلّت الكامل للدولار الأسود وفق ما أشّرت إليه هزّة الويك اند الأخير حين قفز في ساعات بنحو 10 آلاف ليرة وهدأ بإشارة من سلامة، ولا سيما بحال أصرّ نواب الحاكم على «دفن» صيرفة بنسختها الحالية والذهاب نحو صيغة أكثر شفافية تعني تحرير سعر الصرف بالكامل وتوحيده.

بوحبيب في رسالة «شَجْبٍ» إلى بوريل:

وجّه وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عبدالله بوحبيب، رسالة إلى نائب رئيس المفوضية الأوروبية، مفوض الشؤون الخارجية وسياسة الأمن جوزيب بوريل، شجب فيها قرار البرلمان الأوروبي في 12 يوليو الجاري، وتناول ملف النازحين السوريين ومواضيع أخرى.

وأكد بوحبيب «ضرورة إطلاق حوار بنّاء وشامل بين لبنان والاتحاد الأوروبي حول الملفات كافة، ولاسيما ملف النزوح السوري، الذي بدأ يشكل تهديداً ليس فقط على التركيبة الاجتماعية اللبنانية والاستقرار الاقتصادي بل أيضاً على استمرار وجود لبنان ككيان».

وعبر في رسالته، عن «تمسّك لبنان بحقوقه ومسؤولياته في تسهيل العودة الآمنة والكريمة للنازحين السوريين إلى ديارهم، وخصوصاً إلى المناطق الآمنة منها وذلك بما يتماشى مع مبادئ القانون الدولي، وبما لا يتعارض مع الدستور اللبناني الذي ينص أن لبنان ليس بلد لجوء».

وأشار إلى «ضرورة أن يعمل المجتمعُ الدولي على معالجةِ أسباب النزوح السوري كما ورد في قرار البرلمان الأوروبي، وتسريع التعافي المبكر بما فيه تأمين البنى التحتية والخدمات الاجتماعية الأساسية في سورية من أجل تسهيل عودة النازحين».

وعاود «تأكيد استعداد لبنان لإطلاق حوار مع الاتحاد الأوروبي يهدف إلى وضع خريطة طريق للعودة الآمنة والكريمة للنازحين السوريين إلى بلدهم».

وشجع بوحبيب على «المضي بفكرة تشكيل بعثة استشارية إدارية شاملة تابعة للاتحاد الأوروبي تبحث في الحاجات الطارئة للقطاع العام اللبناني، وتوفير الخدمات الأساسية».

وختم آملاً «اطلاق حوار لبناني – أوروبي شامل وبنّاء يشمل كل المجالات وتحديداً قضية النازحين الحساسة