ابرز ما تناولته الصحف الصادرة ليوم الخميس ٢٧ تموز ٢٠٢٣

 
كتبت النهار

ينظر معظم اللبنانيين الى تدخّل فرنسا في الازمة اللبنانية ومساعيها لحلها بإيجابية بُنيت على تاريخ من المبادرات الفرنسية في لبنان تركت في مكان ما أصداء إيجابية وأثرا طيبا عند غالبية من اللبنانيين الذين يشعرون ان فرنسا وبصرف النظر عن سعيها لتأمين مصالحها، وقراءتها الشديدة الواقعية لما تشهده الساحة اللبنانية من تخبط، تبقى نافذة رئيسية يتنفس من خلالها لبنان واللبنانيون من كل الفئات. وبالمناسبة ما كان من داعٍ ان تُضمّن سفيرة فرنسا السيدة آن غريو كلمتها الأخيرة بمناسبة العيد الوطني الفرنسي شريطا بأبرز مساهمات فرنسا لمصلحة لبنان، فهي معروفة. لكن الاعتراض الذي واجه مبادرة باريس الأخيرة بشأن الاستحقاق الرئاسي كان تعبيرا لبنانيا صادقا لا عدائيا تجاه فرنسا، مفاده ان شرائح واسعة من اللبنانيين كانت تنتظر من باريس افضل مما طُرح كحلٍ لمعضلة التعطيل الرئاسي الذي يمارسه فريق بعينه. فطرحُ خيار سليمان فرنجية - نواف سلام ما كان خيارا موفقا، وجرى رفضه من أصدقاء فرنسا، في حين ان خصومها واعداءها هنا هم من صفقوا له. لماذا؟ لان مؤداه بكل بساطة كان ان يُغلّب فريقا على فريق بمساعدة من باريس. وما نفعت كل التبريرات التي زعمت ان هذا الخيار كان افضل الممكن للتعجيل بوضع لبنان على سكة الح .

حسنا فعلت باريس أخيرا بالتخلي عن هذا المقترح الذي ان تحقق سيزيد من منسوب سيطرة "حزب الله" على البلاد. وهذا ما لا نريده، ونعرف ان فرنسا لا تريده أيضا. وبالتالي فالتخلي عن الفكرة يجب ان يكون نهائيا. أما فتح مجال للحوار حول "مواصفات" الرئيس المقبل، فيقيننا انه لن يفضي الى تراجع "حزب الله" عن سياسة الفرض والاملاءات، لانه بكل بساطة يعتبر انه منتصر إقليميا، وانه قادر على ممارسة سياسة الانتظار لمدة طويلة، تتحلل خلالها الدولة وتتآكل، وتتشتت حصصا طائفية في تركيبة الدولة والسلطة الى حد خطير للغاية.

نحن نرى ان فكرة إدارة حوار حول مواصفات الرئيس المقبل لن تؤتي ثمارها، لكن اذا كان الفرنسيون مصرين عليها فيمكن ان توافق القوى الصديقة لهم على المشاركة فيها كرمى لباريس وللعلاقات معها، وليس للفريق المعطل. لكن يقيننا ان الحوار إن حصل يجب ان ينطلق من اعلان الفريقين بشكل متزامن عن سحب الترشيحات المطروحة. بمعنى آخر، نزع فتيل سياسة الفرض والاملاءات، وتحضير الأرض لتسوية معقولة ومتوازنة.

نحن نعرف انه بغياب موافقة "حزب الله" لن يُنتخب رئيس جديد. لكن الجديد الذي ربما ادركه الفرنسيون متأخرين، هو ان لا رئيس من دون موافقة خصوم "حزب الله"، ومعهم "النواة المسيحية الصلبة". اذاً نحن امام تعادل سلبي. فلماذا لا نعمل على تحويله الى تعادل إيجابي لمصلحة الطرفين؟ فعلى رغم تمنينا ان يصل مرشح سيادي بامتياز الى سدة الرئاسة، فنحن نعترف بواقع استحالة إيصال مرشح يرفضه الحزب المذكور. اما بالنسبة الى المبادرة الفرنسية، فمن الواضح انها ان لم تقترن بتأييد سعودي لا لبس فيه، فلن تفضي الى نتائج تُذكر. اما خشيتنا، فأن يبقى التعطيل الخيار الوحيد المطروح من الفريق إياه أملاً باستسلام السياديين مسلمين ومسيحيين.