كتبت اللواء
تمهيد دبلوماسي للودريان: جلسات الإنتخاب مسؤولية النواب
تجاذب بين نواب الحاكم والبرلمان.. يرفع الدولار.. والمصارف تضغط بتأخير الرواتب
بين التنديد بتدنيس القرآن الكريم في السعودية، من دون رادع رسمي او تدخل للحؤول دون انتهاك المشاعر الدينية والروحية والأخلاقية لأكثر من مليار مسلم على الكوكب، وفي قارات العالم أجمع، الذي عاشته العاصمة والمدن اللبنانية، وترقب ما يجري في المطابخ النقدية والمالية، ومن ورائها المطابخ الحكومية والنيابية والرسمية إزاء ما يمكن ان يستقر عليه الوضع المالي والنقدي في الاسواق المالية والاستهلاكية وارتداداته القاسية على احوال المواطنين المعيشية، مع عودة اسعار المحروقات الى الارتفاع، وتسجيل مؤشر ارتفاع الاسعار، ما لا يقل عن 8٪ خلال شهر حزيران الماضي، على الرغم من الاستقرار النسبي في سعر التعامل اليومي للدولار الاميركي، توزع الاهتمام السياسي والدبلوماسي، مع عدم تسجيل أية مؤشرات عن مسار العودة، او اللاعودة للوسيط الفرنسي جان- ايف لودريان الى بيروت.
وتوقعت مصادر سياسية ان تتبلور مفاعيل اللقاء الخماسي الذي انعقد في قطر مطلع الاسبوع الحالي، بعد عودة الموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان إلى لبنان التي لم تحدد رسميا بعد، استنادا إلى كبار المعنيين، بالرغم من توقعات البعض بانها ستحصل خلال الأسبوع المقبل، بعد ان يكون لودريان اطلع الرئيس مانويل ماكرون على نتائج اللقاء والمشاورات التي أجراها مع الجانبين السعودي والقطري بعدها، والخلاصات التي تكونت لديه، للانطلاق إلى المرحلة الثانية من مهمته.
واعتبرت المصادر ان بيان اللقاء الخماسي، قلب الأولويات التي حملها لودريان في مهمته الاولى الى لبنان لحل الازمة، واسقطت المبادرة الفرنسية السابقة المتضمنة ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة والقاضي نواف سلام لرئاسة الحكومة المقبلة، ووضع خريطة طريق واضحة، تبدأ بدعوة السياسيين للاسراع بانتخاب رئيس جديد للجمهورية استنادا للدستور، وتاليف حكومة وإجراء الاصلاحات المطلوبة، والتي تسهل حصول لبنان على المساعدات والقروض الخارجية من صندوق النقد الدولي والدول الاخرى، مع التأكيد على الالتزام بتطبيق اتفاق الطائف، والتلويح باتخاذ اجراءات لم يكشف النقاب عن فحواها، ضد كل من يعرقل انتخاب رئيس الجمهورية، وهو ما فسره البعض بفرض عقوبات وما شابه، في حين امتنع المشاركون بكشف ماهية الإجراءات التي ذكرها البيان.
ونفت المصادر نقلا عن سفير احدى دول اللقاء الخماسي،ان يكون النقاش داخل الاجتماع قد استعرض اسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية، او حصر أسماؤهم كما روج البعض اعلاميا لذلك، وانما تركز النقاش على مواصفات شخصية الرئيس الذي يمكنه تولي مهام المرحلة واعادة النهوض بمؤسسات الدولة اللبنانية، في حين بقي مانقل بأن ممثل مصر طرح اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون ليكون مرشح متوافق عليه من قبل اللقاء من دون جواب.
ولاحظت المصادر ان اللقاء الخماسي أظهر بوضوح اجماع كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر ،على استبدال عناصر التحرك الفرنسي المستند للمبادرة الفرنسية المتعثرة بفعل رفض الكتل النيابية المسيحية الثلاث بالمجلس النيابي واطراف اخرين لمحتواها بالكامل، بالبيان التفصيلي للقاء، والذي يحدد مسارا مختلفا عن السابق، ويتعارض كليا مع توجهات الثنائي الشيعي ألذي كان يدعم ويتمسك بالمبادرة الفرنسية التي تصب في مصلحته بتزكية ترشيح فرنجية للرئاسة الاولى ويسعى لتنظيم حوار قبل الانتخابات الرئاسية وليس بعدها، وهو ما شكل مفاجأة غير محسوبة للثنائي المذكور، الذي عبرت اوساطه عن عدم ارتياحها لنتائج اللقاء، لكنها تتريث بإعلان موقف نهائي منه، بانتظار ما يحمله الموفد الفرنسي في زيارته المرتقبة إلى لبنان.
وكشفت مصادر دبلوماسية عربية كشفت عن ان عودة لودريان ما تزال في الموعد المبدئي المتفق عليه الاثنين المقبل في 24 الجاري.
ويأتي الوسيط لودريان من باريس بعد ان يكون وضع الرئيس ايمانويل ماكرون، ووزير الخارجية كاترين كولونا في اجواء ما انتهت اليه المحادثات مع وزير الخارجية السعودية الامير فيصل بن فرحان، بعد اجتماع المجموعة الخماسية الاثنين الماضي في الدوحة.
وحسبما علمت «اللواء»، فإن الدبلوماسية العربية، سواء على صعيد الدول الاعصار في مجموعة الخمسة او سواها، تمهد لعودة لودريان بلقاءات تجريها في العاصمة مع المراجع والكتل والنواب، من اجل، انضاج فكرة العودة الى انعقاد جلسات مجلس النواب وانتخاب المرشح الذي يحظى بالاكثرية النيابية، على ان تعطى الاولوية للتوافق على شخصية الرئيس.
وفي هذا الاطار، نقل السفير السعودي في لبنان وليد بخاري الى مفتي الجمورية الشيخ عبد اللطيف دريان ان «السعودية حريصة على لبنان وشعبه كحرصها على المملكة وشعبها، الذي يكنُّ كل محبة واحترام للبنانيين الذين تربطهم علاقات تاريخية اخوية مميزة..
واوضح المكتب الاعلامي في دار الفتوى انه «تم التأكيد في خلال اللقاء على الدور المميز الذي تقوم به اللجنة الخماسية للتوصل الى قواسم مشتركة لمساعدة اللبنانيين وإيجاد الوسائل والحلول الناجعة لانتخاب رئيس للجمهورية، وان اللبنانيين هم أسرة واحدة إسلامية مسيحية في عيشهم المشترك وحفاظهم على اتفاق الطائف وتحصينه وتنفيذ كامل بنوده والبديل عنه هو المجهول، وهذا يتطلب مزيدا من الحكمة والوعي والتعاون والتضامن والتفاهم حول كيفية اتجاه البوصلة اللبنانية التي هي مكان انتظار الدول الشقيقة والصديقة، وهو ما ينبغي العمل عليه في أسرع وقت ممكن لكي ينهض لبنان من كبوته بانتخاب رئيس وتشكيل حكومة وتنفيذ الإصلاحات ليعم الاستقرار والازدهار من جديد، وهذه القضايا تقع على عاتق المسؤولين اللبنانيين الذين عليهم أن يحسموا خيارهم ويوحدوا صفوفهم للخروج مما هم فيه ليتمكن الأشقاء والأصدقاء من الوقوف مع لبنان ليبقى كعهدنا به سيدا حرا عربيا مستقلا».
والتقى سفير قطر ابراهيم بن عبد العزيز السهلاوي النائب السابق فرنجية في زيارة وداعية في بنشعي، وجرى عرض الوضع في لبنان والحاجة الى انتخاب رئيس..
في المقلب الآخر، بدا حزب الله حذرا ازاء مهمة لودريان المقبلة، اذ اوضح رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك ان «الرهان على الخماسية سقط ببيانها الأخير».. معتبرا ان البيان عبارة عن افكار اميركية بصياغة خماسية، حيث لا ينبغي من وراء ذلك الا فرض اوصياء يتجاوزن حواراً وطنياً لبنانياً لان وراء الأكمة ما وراءها».
تأهب الدولار
وبإنتظار تطورات الاسبوع المقبل على صعيد لقاءات الموفد الموفد الفرنسي، واستكمال استماع لجنة الادارة والعدل النيابية للمزيد مما في جعبة نواب حاكم مصرف المركزي، عاد «اللعب السياسي الغامض» بالدولار امس صعوداً ونزولاً فارتفع ظهرا إلى قرابة 94 الف ليرة لينخفض عصرا الى 92 الفاً.
وعن عودة الدولار الى التأهب للتفلت قبل نهاية ولاية الحاكم، في ظل ترقب فعلي لما سيكون عليه الموقف لجهة بقاء سلامة ضمن صيغة ما او خروجه نهائياً من المشهد، كانت المصارف تبدأ اجراءات وصفتها بالإحترازية مع تجدد اقتحام المودعين لفروعها، والمطالبة بالحصول على ودائهم او قسم منها على الأقل.
ويأتي ارتفاع الدولار على خلفية تجاذب مستجد مع الحكومة ومجلس النواب على خلفية تشديدهم على تنفيذ شروطهم، لتسلم مهام الحاكمية بعد رياض سلامة..
وحسب ما جرى تداوله فإن النائب الاول وسيم منصوري لن يستلم مهامه بالوكالة ما لم يكن له صلاحيات توازي صلاحيات الحاكم الأصيل.
النازحون والخلافات
وفي جديد ملف النازحين السوريين، زار وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب امس الاول، رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب بناء لرغبة قواتية للتداول في شؤون خارجية مهمة، وقال بعد اللقاء: ان الاجتماع تمحور حول قضية النازحين او اللاجئين على أمل ان ننجح في اعادتهم الى بلادهم بكرامة وآمان، باعتبار اننا لا نريد ان يعود أحد منهم «غصبا عنه». والخلاف قائم مع الأوروبيين الذين يَبغون ابقاءهم في لبنان من دون حوار معنا. و نتمنىبدء الحوار في هذا السياق في اسرع وقت.
ورأى ان «مسألة النزوح لا تحلّ في سوريا، بل تحتاج الى المجتمع الدولي الذي يتشكّل بمعظمه من الأوروبيين الذين من المفترض التعاون معنا لمعالجتها بشكل جذري».
وعن امكانية مشاركته في الوفد الحكومي الى سوريا، أجاب: سأزور سوريا كوزير للخارجية اللبنانية، وقرار تشكيل اللجنة يعود الى رئيس الحكومة، ولا سيما انها شُكلت في غيابي باعتبار انني لا أحضر الجلسات الوزارية.
في هذا الاطار، عقدت ندوة حوارية مع وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين عن «تداعيات النزوح السوري وخطة وزارة المهجرين للعودة الآمنة ومحاولات العرقلة من قبل دول الغرب». قال فيها: ان هناك نية لتوطين النازحين واهداف التوطين سياسية، وان عددا كبيرا من النازحين عاطل عن العمل او يعيش تحت خط الفقر، يمكن ان يكون مادة للتعبئة السياسية وان يحمل السلاح ليكون مشروع فتنة في لبنان.
من جانبه، اكد المدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري خلال استقباله مجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية برئاسة النقيب جوزف القصيفي، ان لبنان مُصرّ على الحصول على كامل «الداتا» الموجودة لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، ومن دون شروط، لأن هذا امر يتعلق بحق الدولة اللبنانية وسيادة قرارها، وقد كان هذا رأيه الذي رفعه الى السلطات الرسمية المعنية في هذا الشأن.
واضاف: من الاسباب الموجبة للحصول على الداتا، هو الحؤول دون التسبب بمشاكل ادارية وامنية قد تحصل في المستقبل، لا سيما في ما يتعلق بتسجيل الولادات وعدم تحولّهم الى «مكتومي قيد»، وما لهذا الملف من تداعيات خطيرة. فلبنان ليس بلد لجوء بل بلد عبور استنادا الى الاتفاقية الموقعة بين لبنان ومنظمة الامم المتحدة لشؤون اللاجئين عام 2003. وسنقوم بكل ما يلزم لحماية مصالح لبنان واللبنانيين والتعويض عن الخسائر التي لحقت بنا طيلة سنوات الازمة على جميع المستويات».
نفط العراق
على الصعيد الحياتي، وقّع وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض ووزير النفط العراقي حيان عبد الغني اتفاقيتي تفاهم تتعلق الأولى بتجديد العقد الذي يزوّد لبنان بزيت الوقود وقد تم رفع الكمية إلى مليون و٥٠٠ الف طن. ونصت مذكرة التفاهم الجديدة على تزويد لبنان بمليوني طن من النفط الخام تصل كلفتها السنوية إلى نحو مليار و٢٠٠ مليون دولار.
وتأتي هذه الخطوة استكمالا للمحادثات التي أجريت مع المسؤولين العراقيين وعلى رأسهم رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شيّاع السوداني وبمتابعة حثيثة من الوزير فياض والتي بنتيجتها أتت الموافقة من الجانب العراقي على تمديد اتفاقية تزويد لبنان بزيت الوقود العراقي مع زيادة الكمية.هذا بالاضافة الى إبرام اتفاق تجاري جديد لتزويد لبنان بكميات من النفط الخام لإستبدالها بما يناسب من المشتقات النفطية لزوم تشغيل معامل انتاج الكهرباء في لبنان.على ان يصار لاحقاً الى اعداد مشاريع العقود اللازمة والسير بها حسب الأصول.
وعلى الأرض، خيّم الهدوء في محيط السفارة السويدية في لبنان حيث تمّ تعزيز الاجراءات الامنية واستقدام لعناصر من وحدة التدخل السريع والقوى السيارة في قوى الامن الداخلي مواكبة للتحركات المستنكرة للاساءة للمصحف في السويد، حيث ما لبثت ان توجهت تظاهرة حملت المصحف الشريف في الايادي تعبيراً عن استنكار الامة الاسلامية لتدنيس القرآن الكريم في السويد.
وفي السياق، أقيمت وقفة تضامنية حاشدة بعد صلاة الجمعة في باحة مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك استنكارا وتنديدا بما يتعرض له القرآن الكريم من إساءات متكررة في دولة السويد، في حضور العلامة السيد علي فضل الله وعدد من العلماء وحشد كبير من المصلين، حيث القى مدير المركز الإسلامي الثقافي السيد شفيق الموسوي كلمة أكد فيها «التمسك بهذا الكتاب وتعاليمه»، مستنكرا العمل «المسيء والمشين الذي أساء إلى مشاعر المسلمين.
واقامت مدينة صيدا الوقفات والتجمعات داخل المساجد وخارجها بعد ان تناول خطباء الجمعه تعدي دولة السويد على القران الكريم معتبرين ان هذه القضية خطيرة وخطيرة جدا ودعا عدد من الخطباء الدول العربية والاسلامية الى طرد سفراء السويد ودبلوماسييها من بلدانهم واغلاق سفاراتها وقطع العلاقات السياسية معها حتى تتراجع عن هذه الخطيئة الكبرى ومحاسبة المرتكبين.
وقد شهدت معظم مساجد قرى وبلدات منطقة جبل لبنان والشمال من المتن الشمالي مرورا بجبيل كسروان وصولا للشمال وقفات احتجاجية تنديدا بالاساءة للقرآن الكريم .
*رأى نائب بعلبك ينال صلح ان «ما حدث من انتهاكات للدين الاسلامي ولكتاب الله القرآن الكريم في السويد أمر مرفوض وغير مقبول، وندين بأشد العبارات من سمح بأن يحدث هذا الأمر المستنكر على أراضيه.
وطالب صلح من داخل المسجد الاموي الكبير في بعلبك، بحضور مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، والمفتي السابق الشيخ خالد الصلح ورجال دين وحشد من المصلين، «كل المعنيين في هذا العالم، لا سيما العالمين العربي والاسلامي، باتخاذ الموقف الذي يتناسب مع حجم الاعتداء الآثم، فلم يعد مقبولا مجرد الكلام والادانه والاستنكار، بل المطلوب القيام بالإجراءات الدبلوماسية والسياسية المناسبة بحق الدولة التي سمحت بهذا الإجراء».