كتبت النهار
تكثر التصريحات والتبصيرات والتوقعات بقرب انتخاب رئيس للجمهورية من دون الاستناد الى حد ادنى من التوافق الداخلي، ما يعني حكماً البناء على معطيات خارجية قد لا تتوافر بشكل جدي وسط ضبابية في مواقف الدول المعنية بالشأن اللبناني.
ينتظر اهل الحل والربط مواقف السفراء وتحركاتهم وزياراتهم. ويمضون في الاجتهاد والتفسير في محاولة لاستشراف المستقبل. سفير يجول على كل الافرقاء، وكلما حطّ في دار او مركز، فاجأ اخرين يعتبرون انهم كانوا محظيين بزيارة. وسفيرة تقصد مراكز القرار فلا تبلغ المسؤولين بجديد، بل تحاول ان توازن ما بين مراكز القوى في انتظار تطور ما لا يعلم به الجميع. وسفير ثالث يبلغ زواره بان بلاده ستتعامل مع اي رئيس منتخب ديموقراطيا، ويدعو الى الاتفاق الداخلي ما بين الكتل النيابية.
في هذه الاثناء، تتسابق المواقف المؤكدة على لبننة الاستحقاق، ولا استثناء في هذا المجال بين كل القوى التي تدعي عدم ارتباطها بالخارج، فيما التوقعات المتفائلة حاليا تنتظر اتفاقا غير معلن في اجتماع جامعة الدول العربية، اي قبل القمة المرتقبة التي غالبا ما تكون شكلية للاعلان عن اتفاقات منجزة. واخرون ينتظرون اجتماع اللجنة الخماسية لدول معنية او تعتبر نفسها معنية اكثر من غيرها بالشأن اللبناني.
وثمة جهات تنتظر نتائج الانفتاح العربي على سوريا، وغيرها تترقب تجليات الاتفاق السعودي الايراني، وثالثة ترصد التحرك الفرنسي الناشط في غير اتجاه. وكلها تلتقي على لبنانية الاستحقاق وتزايد بعضها على البعض الاخر من دون ان تساهم في تقديم حلول لمشاكل البلد التي لا تحل بمجرد انتخاب رئيس من دون صلاحيات ومن دون حكومة فاعلة ومن دون دعم نيابي دافع.
يحتاج البلد الى دعم خارجي، لكنه يحتاج اكثر الى توافق لبناني بالحد الادنى على اعادة البناء وعلى ارادة العيش معا وتطبيق اتفاق الطائف واحترام الدستور... عندها يمكن الاتفاق على لبننة الاستحقاق الرئاسي وكل استحقاق